فنّ يسخر من الدّين.. ثقافة هو أم سخافة؟
"فنٌّ"؟ لا! أخجل بتسمية ما يُعرض من قبل أشخاص يدّعون الإبداع والابتكار بالـ"فنّ" لأنّ "الفنّ" الحقيقيّ هو النِّتاج الإبداعيّ الإنسانيّ الذاتيّ؛ هو لونٌ من ألوان الثّقافة الإنسانيّة، يُترجم أحاسيس الشّخص وأفكاره.
ومن هذا المنطلق، يُطرَح السّؤال: هل ما تقدّمه مسرحيّة "لماذا"، للكاتب عصام محفوظ والمخرجة لينا خوري، هو مرآة للثّقافة الإنسانيّة وصبغة صاخبة للمشاعر والتجدّد؟
إنّ هذا العرض لا يجسّد إلّا ثقافة السّخافة وعدم احترام الإنسانيّة. فالممثّلون، ومن بينهم طلال الجردي، حولّوا القدّاس الدينيّ إلى مهزلة، متخطّين كلّ حدود الحريّة المقبولة ليبيتوا بالتّطرّف مجبولين وللشّواذ قريبين وبأحاسيس الفراغ متيّمين وللتّجدّد المزوّر سباّقين. بئس بطولةً ومجدًا بنيا إذًا على عرشٍ باطلٍ كافرٍ وضالّ.
سيّاد الجهل وملوك الخداع هؤلاء لا يبرّرهم هدف ولا يبرّئهم مبدأ التّسلية على الإطلاق. فشعار "حرّيّة التّعبير" وإغراءاته الكاذبة حجبت عن عيونهم مبدأ الأخلاقيّات والرّقابة الذّاتيّة والضّمائريّة.
يصعب تصوّر عمل مخجل إلى هذا الحدّ؛ بل جريمة بحقّ الدين والإيمان والديانة المسيحيّة، فأكتفي بالقول إذًا "أغفر لهم يا أبتاه بالرّغم أنهم يعلمون ماذا يفعلون"..