ثقافة ومجتمع
26 حزيران 2017, 09:00

فطر سعيد.. على كلّ اللّبنانييّن!

ماريلين صليبي
رسم آخر خطّ ليُكمل دائرته فيتألّق بدرًا في أديم يرشّ بريقًا لامعًا على الأرض، أشعل القناديل الرّاقدة، سكب مذاق القطر على الحلويات، علّق الزّينة ليحيي المنازل الرّاكدة، ضمّ العائلات في أجواء من الفرح والودّ، هو القمر الذي أنذر بحلول العيد، عيد الفطر السّعيد.

 

لشهر كامل فاضت الخيرات من أكفّ أخواننا المسلمين الذين عاشوا أيّام رمضان بالصّدقة والإحسان والزّكاة والإيمان والرّحمة.

في هذا الشّهرالمبارك، كلّلوا أيّامهم بالتّضحيات، امتنعوا عن الأكل والشّرب لساعات طويلة، واظبوا باستمرار على الصّلاة الدّائمة، ولم يبخلوا في مساعدة محتاج أو مريض أو معوز.

للعائلة أولويّة في رمضان، فالاجتماعات اليوميّة تغمرها همسات الأحاديث وضحكات الأولاد وتنهّدات الأجداد ورنين المائدات ودقّات الموسيقى.

عن شهر الفرح والتّجدّد والأمل لا يملّ الكلام ولا يتعب القلم، بل يتشبّع حبره من البهجة والخشوع والمحبّة ليحفر حقائق يعيشها أخواننا المسلمون في كلّ عام.

ومنّا نحن المسيحيّين، ألف تحيّة للقمر الذي لا يبخل في إنارة ساحاتنا وطرقاتنا، للإيمان الذي يمعّن حياتنا، للإحسان الذي يحدّد تصرّفاتنا، للّقاءات العائليّة التي نختبرها أيضًا، لنؤكّد لأخواننا في الإنسانيّة أنّ عيد الفطر السّعيد غنًى لأيّامنا وفرحًا لتحرّكاتنا وأملًا لبلدنا الذي يلبس أبهى حلّة في استقباله رمضان.

إنّ هذا العيد باعث للفرح والأمل والحياة والدّفء في كلّ أرجاء الوطن، فللمسلمين والمسيحيّين معًا معايدة حارّة في رمضان وها هي القبّعة تنحني للعيش المشترك والانفتاح والمحبّة الصّامدة في عصر ينخر الإرهاب أساساته.