ثقافة ومجتمع
31 تشرين الأول 2016, 11:57

فخامة الرّئيس العماد ميشال عون

ريتا كرم
هو يأتي اليوم ليملأ فراغًا حكم البلاد لسنتين ونصف، يأتي ليعيد للمركز المسيحيّ الأوّل هيبته. اليوم، وبعد أن غادر "بيت الشّعب" في بعبدا مرغمًا في 10 ت1/ أكتوبر 1990، يدخله مجدّدًا كرئيس، من بابه العريض ليضع حدًّا لشغور دام حوالى 900 يومًا ويعيد إلى المؤسّسات نبضها بعد شلل أقعد الوطن بكامله. هو فخامة الرّئيس العماد ميشال نعيم عون الرّئيس الثّالث عشر للجمهوريّة اللّبنانيّة.

 

هو إبن حارة حريك المسيحيّة- الشّيعيّة الّذي منذ نشأته عرف أهمّيّة "العيش المشترك"، هو القائل: "لم يسبق أن كانت لدينا أفكار مسبقة تفصل ما بين علي وبيار، أو بين حسن وميشال... لقد تقاسمنا الطّعام نفسه وأمضينا اللّيالي لدى بعضنا البعض، أعيادهم الدّينيّة كانت أعيادنا، وأعيادنا أعيادهم"، فعاش حياته مطبّقًا هذه الصّيغة متمسّكًا بقيم مسيحيّته متشرّبًا من مارونيّتها.

لبس عون البذّة العسكريّة وحمل لواء "الشّرف والتّضحية والوفاء"، فدخل الجنديّ المتمرّد والمناضل المدرسة الحربيّة كتلميذ ضابط في الأوّل من ت1/ أكتوبر 1955 وتخرّج منها ضابطًا مدفعيًّا عام 1958، وتولّى مناصب عديدة لعب خلالها دورًا وطنيًّا كبيرًا في أكثر مراحل الوطن دقّة؛ ففي 1980 عُيّن قائدًا لقسم عين الرّمّانة- بعبدا. وبذلك، ترأّس "لواء الدّفاع" المتمركز على طول خطوط التماس أثناء الاجتياح الإسرائيليّ لبيروت.

عام 1982، استلم قيادة أركان القوّات المسلّحة اللّبنانيّة المسؤولة عن حفظ أمن بيروت مهمّتها الحفاظ على النّظام خلال جلاء جيش العدوّ. وفي أواخره، تولّى منصب قائد اللّواء الثّامن فترك بصمته خلال الحرب اللّبنانيّة. وتقديرا لبطولاته الحربيّة، عُيّن ميشال عون برتبة عميد مع انطلاقة العام 1984، وبرتبة قائد للجيش اللّبنانيّ بتاريخ 23/06/1984، فأضحى القائد الأصغر منذ الاستقلال واستمرّت ولايته لغاية 1990. فدخل بعبدا رئيسًا للحكومة الانتقاليّة بتكليف من الرّئيس أمين الجميّل مهمّتها تسهيل انتخاب رئيس جديد للبلاد.

في 30 آب/ أغسطس 1990، نُفي العماد مدّة 15 سنة إلى فرنسا ليعود في 7 أيّار/ مايو 2005 وسط حشود جماهيريّة واسعة بعد انسحاب الجيش السّوريّ من لبنان.

منذ عودته، ركّز الرّئيس وتيّاره الّذي انطلق كحركة عام 2006، الجهود على "التّغيير والإصلاح" لأجل وضع حدّ للفساد المستشري في البلاد. وقّع وثيقة التّفاهم مع حزب الله الشّيعيّ في 6 شباط/ فبراير 2006. وفي 2 حزيران/ يونيو 2015، طوى صفحة العداوة مع رئيس حزب القوّات اللّبنانيّة، فشهدت السّاحة عناقًا بين القوّتين المسيحيّتين الأكبر، وكان "إعلان النّيّات".

ومذّاك، كُسر الجليد وأشرق فجر الرّئاسة في 31 ت1/ أكتوبر 2016 وأضحى العماد ميشال عون فخامة الرّئيس هدفه المحافظة على الوحدة المسيحيّة في الزّمن الأصعب.