ثقافة ومجتمع
04 حزيران 2019, 13:00

عيد بأيّة حال عدت يا عيد!

ماريلين صليبي
لم يكد العيد يحلّ ضيفًا حارًّا فيزيّن أزقّة طرابلس بالحلى والجمال والألوان والأضواء والموائد والموسيقى والنِّعم، وما كادت العين تلتمس هلال شوّال بنوره العذب، حتّى انطوى العيد خلف الدّمع واختبأ القمر خلف دخان الإرهاب، وارتفعت بدل الموسيقى والصّيحات الفرِحة أصداءُ إطلاق النّار والآهات الخائفة... هكذا كانت ليلة طرابلس أمس، مكسوفة بفرحة انتظار العيد لتتفاجأ بالإرهاب يصفعها بشراسة.

 

عاصمة الشّمال عجزت عن النّوم اللّيلة الماضية بسبب تعرّض مراكز عسكريّة تابعة للجيش وقوى الأمن الدّاخليّ إلى إطلاق نار من قبل الإرهابيّ عبد الرحمن مبسوط، استشهد على إثره ٤ شهداء، اثنان من الجيش واثنان من الأمن الدّاخليّ.

مديريّة المخابرات داهمت المبنى السّكنيّ الموجود داخله مبسوط، حيث اشتبكت معه، فأقدم على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف كان يرتديه من دون وقوع إصابات.

هذا الخبر هزّ طرابلس وزعزع لبنان، فالجميع يبكي المدينة وعناصر الأمن وأفراد التّضحية والوفاء، خصوصًا أنّ الإرهاب لا يعرف دينًا وأنّ العيد الذي كان منتظرًا يعني الكثير بالنّسبة إلى المسلمين والمسيحيّين معًا.

عيد بأيّة حال عدت يا عيد! عيد كان متوقّعًا أن يكلّل العيش المشترك فيجتمع المسيحيّ على مأدبة المسلم في أجواء من الألفة والمحبّة والعطاء.

غير أنّ هذا العيش المشترك الذي انتظره العيد، لاقته المصيبة، فالإرهاب الذي ضرب طرابلس أمس لفّ اللّبنانيّين جميعهم حول محبّة الآخر ورفع الصّلوات من أجل أن يحفظ الله أمن لبنان، ويحمي جيشه وقوّاته الأمنيّة ويرحم شهدائه الذين سقطوا فداء للعيد ولبنان...