عواصفٌ، أمطارٌ وثلوجٌ .. في الشّتاء؟!
ولكنّ السّؤال يُطرح في هذا الخصوص حول التّضخيم الإعلامي الذي يتناول أيّ عاصفة جديدة؛ فهل يجوز أن نجعل من عاصفة بسيطة، تستمرّ 3 أيّام على الأكثر في وسط فصل الشّتاء وفي نصف شهر كانون الثّاني، أمرًا مهمًّا يحتلّ نشرة الأخبار بغالبيّتها ويكون موضع حذر وانتباه وتيقّظ وخشية من قبل المواطنين؟
ما الذي يميّز فصل الشّتاء عن باقي الفصول سوى البرد والبرق والرّعد؟ ما الذي يجعل من هذا الفصل فصل النّظافة والنّقاء والطّهارة غير الأمطار والثّلوج؟ فالعواصف هي عناوين هذا الفصل المميّز الذي ينتظره النّاس بأغلبهم. والرّداء الأبيض الصّافي الذي يكلّل الجبال في هذا الفصل نعمة يترقّبها هواة التّزلّج؛ فلمَ يجعل الإعلام من هذا الأمر نقمة يجب التّخوّف من تداعياتها؟ لمَ نحوّل الأمر البديهيّ الطّبيعيّ المترقَّب كلّ عام، إلى حدث إستثنائيّ لا بدّ من التّحضير له وتسميته بطرق طريفة لتخفيف وطأته؟
في بلدٍ عواصفه السّياسيّة وأعاصيره الرّئاسيّة لا متناهية، تهبّ بقوّةٍ مدمّرة، ولا مَن ينْبئ عنها أو يتحضّر لتفادي آثارها، من السّخيف أن ننبّه عن عواصف طبيعيّة تزيد فصل الشّتاء جوًّا مميّزًا وتُنقّي بأمطارها وثلوجها غبار الفساد والمعضلات...