عن مدرسة المعلّم الأوّل...
المعلّم شمعة تذوب تدريجيًّا لتنير دروب الآخرين، فبصوت لا ينفكّ عن تلاوة الأمثولات، يتغلغل العلم في عقول التّلاميذ مغذّيًا ثقافتهم ومنمّيًا مهاراتهم.
المعلّم لا يكتفي بنقل الموادّ العلميّة الجامدة إلى تلاميذه وحسب، بل هو يشبه الأب بتربيته لعائلته ليبيت الصّفّ بيتًا عائليًّا صغيرًا تتألّق فيه الفضائل والخصال الطّيّبة.
بالمحبّة إذًا يبادل المعلّم تلاميذه وعلى العطاء يدرّبهم، فمن نبع التّربية الصّالحة يملأ التّلاميذ أطنانًا من المعرفة الحياتيّة الصّالحة.
المعلّم رسّام ماهر أيضًا، يخطّ بريشة يغمّسها بالتّضحية معالم حياة الآخرين، فيحدّها بالصّلاح والخير مانعًا الانزلاق في هاوية الضّلال.
ومن هنا، سؤال يطرح نفسه بثقة قائلًا: أيوجد أعظم من المعلّم الأوّل يسوع المسيح لذكره في هذه المناسبة؟ بالطّبع لا! فالمسيح يتكلّل على رأس الهرم كالمعلّم الأوّل والرّاعي الصّالح الذي ينير شعبه ويدبّره بالتّبشير الغنيّ بالتّعاليم الدّينيّة المباركة.
وها نحن جميعًا أمامك يا ربّ على مقاعد الدّراسة المسيحيّة، فعلّمنا "قواعد" السّلوك وأساليب "اللّغة" المستخدمة مع الآخرين، واجعلنا نختبر الجمال في "الجفرافيا" حيث نعيش ونتعلّم من "التّاريخ" الأسود دروسًا تُبرق "التّربية" التي نمّانا فينا أهلنا، لننجح بتفوّق على الأرض ونتنعّم بالحياة الأبديّة.