ثقافة ومجتمع
16 شباط 2016, 14:40

عام على شهادة أقباط ليبيا

ريتا كرم
16 شباط/فبراير 2015- 16 شباط/ فبراير 2016: عام مضى بفصوله كاملة فارقت خلاله أرواح شابّة الحياة استشهاداً على يد أحد أفظع التّنظيمات المتطرّفة، تنظيم الدّولة الإسلاميّة في العراق والشّامّ "داعش".

واحد وعشرون شابّاً رووا أرض ليبيا بدمائهم البريئة من خلال واحدة من الجرائم النّكراء الّتي وقف العالم مذهولاً أمامها يتساءل عن العاطفة الّتي يتجرّد منها مرتكبو الفعل وعن الضّمير الّذي يخبو لحظة التّنفيذ.

هؤلاء الشّبّان خسرتهم الكنيسة وفقدهم وطنهم ولكن ربحتهم السّماء شهداء أبطال أبوا أن يتخلّوا عن إيمانهم تحت وطأة السّيف والتّهديد. فأضحى الشّهداء الواحد والعشرون الّذين اختاروا الغربة لأجل كسب لقمة عيش كريمة تقيهم العوز والفقر المغدقين بمجتمعهم رمزاً وطنيّاً لا بل عالميّاً وأيقونة في الشّهادة.

فأمام هذا السّيناريو الّذي بات متكرّراً بخاصّة من قبل التّنظيم المذكور، لم يفقد المسيحيّون رجاءهم ولا أصحاب النّوايا الطّيّبة المؤمنون بالله ثقتهم بعدالة السّماء، لا بل ثبّت عزيمتهم وشدّ أواصرهم في مواجهة الإرهاب والقتل والعنف والاضطهاد والتّهجير. فلم تخفهم الشّهادة الّتي تعود جذورها إلى الحقبات الأولى لانتشار المسيحيّة، فـ"إن لم تقع حبّة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير".

واليوم، تحيي الكنيسة القبطيّة ذكرى استشهادهم الأولى وعيد ميلادهم الأوّل في الملكوت عبر قدّاسات ومسيرات شموع إيماناً منها أنّ هؤلاء الشّبّان هم شهداء العصر الحديث الّذين جدّدوا التّاريخ القبطيّ بدمائهم، وأنّهم شفعاء لكلّ ضعيف ومضطهد في السّماء.