صلاة من البابا فرنسيس إلى القضاة...

بالنّسبة إلى الحبر الأعظم، فإنّ "القرارات التي تؤثّر على حقوق وممتلكات الأشخاص المواطنين متعلّقة بالقضاة، وبالتّالي ينبغي على استقلاليّتهم أن تحفظهم في مأمن من المحسوبيّات والضّغوط التي قد تُلوّث القرارات التي عليهم اتّخاذها. يجب على القضاة أن يتّبعوا مثال يسوع الذي لا يساوم أبدًا على الحقيقة أبدًا. لنصلِّ من أجل جميع الذين يُطبِّقون العدالة لكي يعملوا بنزاهة ولكي لا تكوّن الكلمة الأخيرة للظّلم الذي يسود في العالم".

البابا فرنسيس تحدّث عن استقلاليّة القضاء ونزاهته وضرورة التّقيّد بالقوانين والأخلاقيّات، وكأنّه يغمز إلى الوضع القضائيّ اللّبنانيّ المتأرجح حاليًّا.

صحيح أنّ القضاة هم أناس عاديّون تلفّهم الشّهوات وتغريهم الهدايا وتحيط بهم التّجربة والشّواذ، إلّا أنّ موقعهم الوظيفيّ هو أقرب إلى أن يكون رسالة إنسانيّة لا مهنة جامدة.

فالقضاة محتّم عليهم أن يكونوا مجبولين بكبر النّفس والتّرفّع عن الدّنيويّات. عليهم أن يحكّموا عقولهم بالخير والصّلاح والحقّ وأن يبتعدوا كلّ البعد عن الكذب والنّفاق.

الأديب الأردنيّ هاشم غرايبة قال يومًا: "السّجن تواطؤ قانونيّ بين السّلطة والمجتمع"، فأمام هذا القول، لا بدّ من تثمين كلام البابا فرنسيس في هذا الإطار، الذي طلب من الرّبّ نقل القضاة من مستوى التّواطؤ إلى مستوى العدل.

"الحقّ الحقّ أقول لكم"، آية ردّدها المسيح مرارًا في كلامه المقدّس، فليسر على خطاها القضاة في لبنان والعالم لكي لا يبقى مجرمًا حرًّا ولا يُسجَن بريئًا بسبب التّسويات.