شابطٌ في الحبّ والبرد.. شباط
تاريخيًّا، تمّ تسمية هذا الشّهر على إسم فيبروس "Februus" إله النّقاء الرّوماني، إذ كان الرّومان يقيمون عيدًا يتطهّرون فيه روحيًّا من الذّنوب في اليوم الخامس عشر منه. ويغمر شباط، في معظم دول العالم، فصل الشّتاء بأقسى حالاته، إذ يستقبل طوال فترة ولايته ضيوفًا كالبرد القارس والمطر الغزير والثّلج الأبيض، ليستحقّ شهر شباط بذلك جائزة "شهر الشّتاء" بجدارة ومعنى "الثّبات والنّوم".
إلّا أنّ شباط بخبّئ بحلوله عادات وتقاليد عديدة حول العالم، فالصّين مثلًا تحيي إحتفال نهاية السّنة الصّينيّة بعد أسابيع من تاريخ 1 كانون الثّاني، أي بين 20 كانون الثّاني و21 شباط.
والعالم أجمع يعتبر شهر شباط الشهر الملتصق بالحبّ، ففي الرّابع عشر منه، يحتفل العشّاق بعيد الحبّ بكثير من الدّفء والهدوء والإجتماع الودّيّ. والحبّ لا يقتصر على الأناس فقط، بل يمنح شهر شباط أيضًا حصّة للقطط بإعتباره "شهر البسينات".
وفي لبنان تحديدًا، ينتشر مصطلح " الأيّام المستقرضات السّبعة" وهي الأيّام الثّلاثة الأخيرة من شهر شباط والأربعة الأولى من آذار؛ وتعود التّسمية إلى قصّة عجوز فرحت عند إنتهاء شهر شباط بإعتباره الشهر الذي يكثر فيه موت العجائز نظرًا إلى شدّة برده وأمطاره وعواصفه وإضطرار العجائز إلى إشعال كل ما عندهم من حطب وفحم للتّدفئة، فعزم شباط على "إقتراض" بضعة أيّام من شهر آذار ليُميتها بردًا وهكذا حصل.
كيفما كانت العادات ومهما كانت التّسميات، يبقى هذا الشّهر، كغيره من الأيّام، نعمة جديدة يعيشها المرء بسرّائها وضرّائها ويشكر الرّب على منحه إيّاها، على أمل ان يكون شهرًا مليئًا بالدّفء والحبّ والرّاحة والحيويّة...