ثقافة ومجتمع
25 كانون الثاني 2017, 14:00

سلاح إعلامنا شُهر.. فاحذروا نار التّشهير!

ميريام الزيناتي
​حروب كثيرة تُشنّ يوميًّا، خلافات عدّة تنشأ مع كلّ إشراقة شمس، إشاعات تُبثّ بالآلاف للقرّاء والمشاهدين مع مطلع كلّ فجر.. فمن يقف وراء هذه الحروب الهوجاء ومن المسؤول عن إشعالها؟

 

 حروب عصرنا العاتية لم تعد تعتمد على الاسلحة للقضاء على عدوّ يشكّل الخطر الأكبر، بل بات سلاحها الكلمة الجارحة والانتقادات اللّاذعة للتصويب على منافس اكتسب، بفضل التّهكّمات، حجمًا يفوق حجمه الطّبيعيّ.

 

يبدو أن أهداف محطّاتنا قد ضلّت طريقها، فبدل أن تُصوّب نحو الفاسدين والمعتدين على مصلحة الوطن، باتت تُشهر بوجه بعضها البعض، لتصبح بدورها الخطر المُحدق الذي يخشاه مجتمعنا المُضلّل..

 

الفقر والمصائب والصّفقات المشبوهة بارتفاع مستمرّ، وكلّ ما يهمّ إعلامنا رفع نسب المشاهدة عبر بثّ مواد لا تليق بعقول المتلقّين.. فأين المُشاهد من إخماد نار ما كانت لتشتعل لولا مشاركته، اللّامباشرة، في إضرامها؟

 

حرب التّشهير تعدّت المحطّات الإعلاميّة لتشمل مواقع التّواصل الاجتماعي، الجندي المجهول، والمحرّك الأبرز للخلافات المدمّرة.. فهل بات هدف الاعلام شرذمة الرّأي العام وشحّ نظره عن القضايا المُحقّة؟

عالمنا يرزح تحت وطأة الكوارث السّياسيّة والاجتماعيّة والإنسانيّة، ومجتمعاتنا تتآكلها الأزمات، فبدلًا من فتح الجبهات المضلّلة، هل نأمل أن تمّد وسائل الإعلام يد العون لبعضها البعض لتشكّل، باتّحادها، ماردًا إعلاميًّا جبّارًا تسقط أمامه أقوى إمبراطوريّات الفساد؟