ثقافة ومجتمع
14 حزيران 2015, 21:00

ريسيتال في جبيل تكريما لصباح والصافي وعقل

(الوطنية - بيروت) أحيا كورال مدرسة مار يوسف لراهبات العائلة المقدسة المارونيات - جبيل ريسيتالا فنيا في قاعة البطريرك الحويك، بعنوان "تحية إكبار للكبار"، برعاية قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح وحضورها، تكريما للفنانين الراحلين عملاق الجبل اللبناني وديع الصافي والأسطورة صباح شحرورة الوادي والشاعر والفيلسوف واللاهوتي الكبير سعيد عقل، "في لفتة وفاء لمن أعطوا للانسان وللوطن الكثير من إبداعاتهم وأنشدوا الحب والسلام والقيم النبيلة وجعلوا الوطن قطعة من السماء"، في حضور رئيسة المدرسة الأخت ماري سلست سركيس، شقيق الفنان الراحل وديع الصافي العميد المتقاعد إيليا فرنسيس، رئيس جمعية "آنج" الاجتماعية المحامي اسكندر جبران وحشد من الفاعليات التربوية والاجتماعية والثقافية والفنية.

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد المدرسة، ثم ألقت سركيس كلمة، قالت فيها: "نحتفل بأشخاص قدموا من حياتهم وموهبتهم أجمل ما عندهم، ونستذكر آثارهم الخالدة التي سطروها شعرا ولحنا وغناء، فأنشدوا بأصوات تمددت عبر الوطن وشملت الكون كله، فأصبحوا لنا قدوة في طريق الطموح وتحقيق الأحلام الكبيرة. خرج هؤلاء العمالقة من بيئات ضيقة وبسيطة، صنعوا أنفسهم، جابهوا التحديات، ناضلوا للوصول الى القمة مزودين بروح الشجاعة والعزم، وصلوا وشكلوا ظاهرة فريدة في عالم الغناء والتلحين والشعر، تكلل وديع الصافي بنجوم صافية منحوتة من سماء لبنان، وصارت الصبوحة معبودة الجماهير وأسطورة الفرح والحياة، وتبوأ سعيد عقل عرش الكلمة الشعرية اللامتناهية".

وأكدت أن "من يصنع المجد لا يصنعه لنفسه، بل يفتح للجميع مملكة المحبة والجمال، هؤلاء العمالقة زادوا على التراث تراثا جديدا من خلال حناجرهم الذهبية نسجوا خيوط المجد وصاروا لوحات مجد أضاءت في الغناء وفي السينما، رفعوا إسم لبنان عاليا، ورتلوه مجدا وقداسة مفتخرين بانتمائهم له، أضافوا نكهتهم الخاصة على الفولكور اللبناني، وتفوقوا في المواويل الجبلية، فاستحقوا أن تنقش أسماؤهم على صخور المعالي، فلا يمحوها الزمن، لأن الابداع هيكلهم والمحبة رايتهم والله قوتهم".

وحيت مدينة جبيل بفوزها عاصمة للسياحة العربية للعام 2016 "بفضل جهود رئيس البلدية ولأن لبنان يفوز دوما بالسياحة والجمال، من خلال طبيعته وتراثه، وبمرور الأشخاص العظام على أرضه الذين بهم تتجدد سلسلة التراث على بيادر الإبداع".

فرح

من جهتها أكدت فرح في كلمتها أن "الأمم لا تدخل تاريخ الخلود بعدد أفرادها ولا بعدد ثرواتها بل بنتاج عقول أبنائها وما تقدمه من خير وعطاءات في خدمة البشرية جمعاءوسألت: "أليس من نحتفل بذكراهم كبارنا صباح، الصافي، عقل هم من وطن صغير بمساحته وقليل بسكانه وقد ملأوا الدنيا بأشعارهم وأغانيهم وموسيقاهم وحملوا إسم لبنان الى أقطار الدنيا من مشرقها الى مغربها ومن شمالها الى جنوبها، وصار إسم لبنان على كل شفة ولسان بفضل أدبائه وشعرائه وعلمائه وفنانيه ومطربيه ومبدعيه، وهم قوم يزاملون الله في خلقهم وإبداعاتهم وإكتشافاتهم؟ أليست أغاني صباح تملأ الاذاعات والمهرجانات في لبنان ودنيا العرب والاغتراب وتشد المغتربين الى حنين الوطن الأم الى العادات والتقاليد وألوان الغناء؟"

ولفتت الى أن "وديع الصافي صاحب الحنجرة الذهبية شارك في أكثر من عشرة مهرجانات غنائية وفي أكثر من فيلم سينمائي وقد غنى للعديد من الشعراء وأدخل المواويل في أغانيه حتى أصبح مدرسة يحتذى بها، وصباح الأسطورة كانت أسطورة الغناء والعطاء الفنيين، حملت لبنان في قلبها وعلى لسانها وخلدته مغناة على مسرح الأجيال، أما الشاعر العملاق سعيد عقل فكان بدرا ساطعا، ونسرا محلقا في ميدان الشعر والصحافة والخطابة والتعليم والتأليف، حمل بشعره الطالع من عنفوانه اللبناني وإبائه الزحلي إسم لبنان الى المنتديات العربية والأجنبية، وعلمهم أن الوطن الصغير بمساحته والكبير برسالته يعطي عمالقة في ميادين الفنون والآداب والفلسفة، كبار ثلاثة خلدوا لبنان ونشروا إسمه عاليا بين الشعوب والأوطان بفضل مواهبهم وعبقريتهم وإنتاجهم وعطاءاتهم".

وكانت كلمتان عن الفنانين صباح والصافي، وأنشد كورال المدرسة مجموعة أغاني لصباح والصافي وقراءات شعرية لعقل.

وفي الختام، عرض فيلم عن حياة الصافي وأغنية "عم بحلمك يا حلم يا لبنان".