خطاب البابا إلى أعضاء الكوريا الرومانية لمناسبة تبادل التهاني بحلول عيد الميلاد
هذا ثم انتقل البابا إلى الحديث عن مشروع إصلاح الكوريا الرومانية مشيرا إلى أن هذا المشروع يرمي إلى جعل الكوريا تتلاءم أكثر من البشرى السارة التي ينبغي أن تُعلن على الجميع بفرح وبشجاعة، لاسيما على الفقراء والآخِرين والمقصيين، كما لا بد أن تتلاءم الكوريا مع علامات أزمنتنا المعاصرة وكل شيء صالح توصل إليه الإنسان من أجل التمكن من الاستجابة لمتطلبات واحتياجات الرجال والنساء الذين دُعينا لخدمتهم. كما لا بد أن تقوم الكوريا الرومانية بالتعاون مع خدمة البابا وتدعمه في القيام برسالته. وأكد البابا أن الإصلاح ليس عملية تجميلية تخضع لها الكوريا وسيتكلل هذا المشروع بالنجاح إذا ما قام به رجال تجددوا روحيا من الداخل.
بعدها أكد البابا أنه من الطبيعي أن تلقى عملية الإصلاح بعض الصعوبات والمشاكل، ويمكن أن تواجه بالمقاومة العلنية، التي تولد من الإرادة الصالحة والحوار الصادق، أو المقاومة المخفية التي تولد من القلوب الخائفة والتي تريد أن يبقى كل شيء كما هو. وهناك أيضا مقاومة شريرة تولد في العقول المعوجّة وتحصل عندما يوحي الشيطان بالنوايا الشريرة. وشدد البابا على أن غياب التفاعل يشكل علامة للموت، لذا لا بد من الإصغاء إلى المقاومات وتشجيع الأشخاص على التعبير عن آرائهم ومواقفهم.
وأكد فرنسيس أن عملية إصلاح الكوريا الرومانية تشكل عملية دقيقة ينبغي أن تُعاش من خلال الأمانة إلى ما هو أساسي وجوهري وبروح من التمييز والشجاعة الإنجيلية، والحكمة الكنسية، والإصغاء المتنبّه، والعمل المثابر والصمت الإيجابي والقرارات الحازمة والكثير من الصلوات والتواضع وبعد النظر. كما ينبغي أن نخطو خطوات إلى الأمام، أو حتى إلى الوراء إذ ما اقتضت الضرورة ذلك موكلين هذا العمل إلى فعل الروح القدس.
هذا ثم سلط البابا الضوء على عدد من الركائز التي يستند إليها هذا الإصلاح ومن بينها الارتداد الشخصي، الطابع الرعوي والإرسالي والمجمعي، وأكد أن محرك هذا الإصلاح هم الرجال الذين يشاركون فيه ويجعلونه ممكنا. وشدد على ضرورة أن تؤخذ في عين الاعتبار الأزمنة المتغيّرة لذا لا بد أن تتأقلم دوائر الكوريا الرومانية مع احتياجات ومتطلبات الكنيسة الجامعة في زماننا الحاضر. وبعد أن أشار إلى الانجازات التي تحققت على هذا الصعيد على مدى السنوات الثلاث الماضية اختتم البابا فرنسيس خطابه إلى أعضاء الكوريا الرومانية مؤكدا مرة جديدة أن الميلاد هو عيد التواضع المُحب لله وذكّر بالصلاة الميلادية للراهب المعاصر متى المسكين الذي يقول فيها إن العالم لن يذوق طعم الخلاص أو السلام إن لم يعد ليلتقي بالطفل يسوع في مذوده ببيت لحم. وبعد أن تنمى البابا فرنسيس للجميع ميلادا مجيدا وعاما سعيدا 2017 أهدى الحاضرين نسخة جديدة باللغة الإيطالية لكتاب باللاتينية ألفه الرئيس العام الثالث للرهبنة اليسوعية أكوافيفا، يتحدث عن أمراض النفس وقد لفت انتباه البابا إليه الكاردينال الألماني والتر براندمولر لسنتين خلتا.