ثقافة ومجتمع
01 شباط 2017, 14:55

خاصّ- يارا بدران طفلة تأبى الاستسلام.. فهل ستنتصر على مرض السّرطان؟

تمارا شقير
عيناها السّوداوان تلمعان محبّة ورجاءً، وتُزيّن وجهها ابتسامة خلّابة استطاعت من خلالها مواجهة كلّ الصّعاب.. تحبّ الحياة ومتمسّكة بها، مثابرة هي وقويّة، تحارب منذ سنتين ونصف السّنة أخبث الأمراض.

 

يارا مارون بدران، ابنة الخمس سنوات، فتاة لبنانيّة اختارها موقع "نورنيوز" لتكون قدوة ومثالًا لكلّ شخص يعاني من مرض السّرطان في يومه العالميّ الواقع في 4 شباط/فبراير.

من لبنان إلى أبو ظبي تواصل موقعنا مع والد يارا، مارون بدران ليُدلي بشهادة حياة ويكون منارة تسطع نور إيمان ومثابرة في حياة جميع المؤمنين.

في كانون الأوّل/ ديسيمبر 2014، ظهر السّرطان ليارا في الغدة الكظريّة حين كانت في الثّالثة من عمرها، فأجريت لها عمليّة جراحيّة لاستئصال الورم وخضعت للعلاجات الكيميائيّة والشّعاعيّة في إحدى مستشفيات لبنان، واستكملت علاجها في أبو ظبي لتنتصر بذلك على مرضها. ولكن ما إن شُفيت يارا حتى عاودها المرض مرّة أخرى في دماغها وعظام رجلها، ما استدعى عودتها إلى لبنان وإجراء عمليّة جديدة والخضوع للعلاجات. في الوقت عينه تواصل أهل يارا مع إحدى المستشفيات في الولايات الأميركيّة المتّحدة وتحديدًا في لوس أنجلوس- كاليفورنيا لتأمين العلاجات اللّازمة لابنتهم الّتي تمكنّت للمرّة الثّانيّة من التّغلب على المرض، إلا أنّ السّرطان بقي متمسكًا بها وظهر لها للمرّة الثّالثة في مفاصل يديها ورجلها.

على الرّغم من مرضها وآلامها، لا تفارق الإبتسامة وجه يارا، والأطبّاء بحسب ما أكدّ والدها مارون بدران، لم يفقدوا الأمل إلا أنّ نسبة الشّفاء طبيًّا قليلة.

تعيش اليوم يارا مع والدتها وأخيها في الولايات المتّحدة الأميركيّة حيث تتلقى علاجها، إلا أنّ وضعها الصّحيّ لم يمنعها من عيش حياتها بشكل طبيعيّ، وهي ترى نفسها دائمًا فتاة جميلة وعليها المحافظة عل جمالها، فتستيقظ من الصّباح الباكر يوميًّا وترتدي فستانًا وتزيّن رأسها بإكسسوارات الشّعر آملة أن ينبت شعرها من جديد.

يقول والد يارا في حديثه مع موقعنا إنّ يارا لا تخاف من مرضها وهو ووالدتها يستمدّان قوّتهما منها، مضيفًا: "عيناها لم تدمعا يومًا من الألم بل على العكس هي مصدر المحبّة والفرح والطّاقة الإيجابيّة".

عزّزت هذه التّجربة إيمان عائلة بدران، فتربطها اليوم علاقة مميّزة مع العذراء مريم والقدّيسين وتعتبر أنّ تجربة المرض هذه "تجربة من الشّيطان ويجب التّغلب عليها بالإيمان والصّلاة".

صحيحٌ أنّ يارا تبلغ من العمر خمس سنوات فقط، إلا أنّها على وعيٍ روحيّ قويّ، فأوضح بدران أنّه وزوجته أشعلا نار المحبّة والإيمان في قلب يارا وعلّماها أنّ الحياة الأرضيّة مؤقتة في حين أنّ الحياة الحقيقيّة هي في السماء مع الله ومريم ويسوع وجميع القدّيسين.

لا ينكر بدران صعوبة التّجربة، لكنّه يشكر الرّبّ على مساعدته لقدرة تحمّله نفقات العلاج ويردّد دائمًا "لتكن مشيئتك يا ربّ" طالبًا منه نعمة الشّفاء. ويقول إنّهم "أقلّ الناس إيمانًا ولكن بفضل رجائهم يثابرون لتحدّي المرض" مشيرًا إلى أنّ "الإيمان والرّجاء يقوّيان الشّخص وأنّ الرّبّ هو الشّافي الوحيد".

لم تتوقف حياة مارون وعائلته عند مرض يارا، فما زالوا يحتفلون بالأعياد ويقومون بنشاطات عديدة للتّرفيه عن أنفسهم والتّغلب على محنتهم.

حاربت.. انتصرت.. وخُذلت وها هي اليوم بإيمانها القويّ وبحبّها للحياة تحارب من جديد لتتغلّب على هذا الدّاء، فلنرفع جميعًا صلواتنا على نيّة يارا لينعم عليها الرّب بالشّفاء فتعود إلى بلدها وأحضان والدها الّذي يعمل جاهدًا لتأمين كلفة العلاجات عسى أن تنتصر مرّة ثالثة على مرضها وتؤكد أنّ "من له عمر لا تقتله شدّة".