خاصّ- للسّنة الثّالثة على التّوالي.. بازار مركز سرطان الأطفال في الحمرا
اقتحم السّرطان حياة العديد من الأشخاص ولاسيّما الأطفال فيعانون من أوجاعٍ جسديّة مؤلمة في حين يعاني ذووهم من أوجاع نفسيّة وماديّة.
غير أنّ بصيص أمل ومض نوره مع تأسيس مركز سرطان الأطفال في لبنان الّذي أتى ليخفّف عن تلك العائلات ويحمل معها صليبها؛ فتأسّس بهدف علاج الأطفال المصابين بالسّرطان، ويقدّم خدماته الطّبّيّة والنّفسيّة من دون أيّ مقابل. وخدمة للهدف، يُنظّم المركز نشاطات عديدة ومتنوّعة سنويًّا لجمع التبرّعات وتأمين المبلغ اللّازم لميزانيّة المركز السّنويّة والتي تصل إلى 15 مليون دولار.
ومن بين تلك النّشاطات، "البازار" إنطلاقًا من أهمّيّة التّسوّق بالنّسبة إلى كثيرين وبخاصّة إلى النّساء، فكيف جمع إذاً مركز سرطان الأطفال التّسّوق بالعمل الخيّريّ؟
فكرة جديدة أقدم عليها المركز خلال السنوات الـ3 الماضيّة، فيقوم ببازار الـ"هوت كوتور- haute couture " لجمع التّبرّعات، هذا ما أكّدته الأخصائيّة في جمع التّبرّعات في المركز ماريا مملوك في حديث مع موقع "نورنيوز"؛ إذ إنّ "فكرة البازار تطوّرت على مدى ثلاث سنوات" و"الثّياب المعروضة كلّها تقدمة من أكثر من 20 مصّمًا لبنانيًّا، منهم رامي قاضي وساندرا منصور وجورج شقرا وجورج حبيقة". وأضافت أنّ التواصل معهم كان سهلاً وبدعم من "Lebanese designers". ولفتت مملوك إلى أنّ "أسعار الثّياب تتراوح بين 20 و200$ ومن المتوّقع أن تصل كلفة التّبرّعات أو الأرباح إلى 10 آلاف دولار على أن تساهم في جزء صغير من كلفة علاج أحد أطفال المركز".
استقطب البازار عددًا كبيرًا من النّساء فأتاح لهنّ فرصة شراء ثياب من توقيع مصمّمين لبنانيّين عالميّين بأسعار أقلّ من كلفتها الأصليّة مؤدّين في الوقت عينه رسالة خيريّة. وهذا ما تؤكّده إليسار شدياق الّتي تُشجّع كلّ نشاط يُنظّمه مركز سرطان الأطفال مشيرة إلى أنّ فكرة البازار رائعة لاسيّما أنّ التّصاميم الموجودة تحمل بصمة مصمّمين عالميّين وهي متوفّرة بسعر زهيد.
أمّا شيراز حيدر فعبّرت عن فرحتها بالمشاركة في البازار معتبرةً إيّاه مساعدة غير مباشرة للأطفال.
بدورها مشرفة صفحة "Lebanese designers" نتالي زيدان أشارت إلى أنّ استخدام فساتين مصمّمين مشهورين لقضيّة إنسانيّة فكرة رائعة وأملت مشاركة مصمّمين جدد في السّنوات المقبلة.
باختصار إنّ هدف مركز سرطان الأطفال هو تأمين الرّاحة والسّعادة لأطفاله، لذلك يقوم بنشاطات فريدة من نوعها يستقطب من خلالها شريحة كبيرة من المجتمع اللبنانيّ ويدفعهم إلى التّبرّع للمساهمة في تأمين مبلغ من كلفة العلاج؛ فلنقف برهة أمام هذا النّشاط وسواه ولنفكّر في كيفيّة مدّ يد العون إلى تلك الشّريحة الأضعف فتتقوّى من خلال تضامننا مع أفرادها ولو "بفلس الأرملة" فيشعر هؤلاء أنّ العالم لا يزال ينضح خيراً وأنّ الإنسان لا يزال يشعر بأخيه وهو قادر أن يبدّل حاله فيضع فرحاً في قلبه ويرسم بسمة على وجهه ويمسح دمعة من عينيه ويحوّل ألم أمّ وأب إلى أمل وحلم أنّ الشّفاء قريب وأنّ الحياة لا تزال تليق بولدهما.