ثقافة ومجتمع
29 آذار 2017, 13:00

خاصّ- في حريصا.. حضور لافت لمار شربل

تمارا شقير
في حريصا، على هذه التّلة الجبليّة المطلّة على خليج جونية، المتلألئة مياهه في بحر تحرسه سيّدة حريصا الّتي تمدّ ذراعيها حامية أبناء لبنان، يقع ميتم مار شربل التّابع للرهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة. ميتم تأسس عام 1964، يحتضن اليوم بشفاعة حبيس عنّايا أيتامًا وأطفالًا تعاني عائلاتهم من أوضاع اقتصاديّة حرجة، تتراوح أعمارهم بين الثّلاثة والسّبعة عشر عامًا.

"في السّابق، وبحسب قانون الرّهبانيّة، كان يتوّجب على كلّ دير تابع لها، أن يحتضن يتيمًا أو يتيمين للاهتمام والاعتناء بهما"، هذا ما أكّده مدير مدرسة سيّدة لبنان وميتم مار شربل- حريصا الأب إيلي قرقماز في حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز"، لافتًا إلى أنّه قُرّر مع مرور الوقت إنشاء دير واحد يجمع تحت سقفه كلّ الأيتام، فأبصر دير وميتم مار شربل النّور.

أُطلق على الميتم بداية اسم "مدرسة سيّدة لبنان"، ليُعرف لاحقًا بـ "مدرسة مار شربل الفنّيّة" بعد حصول الإدارة على رخصة للتّعليم المهنيّ ورفع الصّورة الرّسميّة لتقديس مار شربل في كنيسة الميتم لتكون أوّل كنيسة تحمل اسم القدّيس في لبنان.

يُقدّم الميتم، بحسب ما أكّد الأب قرقماز، الشّق الأكاديميّ من التّعليم حتّى الصّف الأساسيّ السّادس، وإن أراد التّلميذ استكمال دراسته في الشّق عينه، يمكنه التّوجّه إلى مدرسة داخليّة أخرى، أو مدرسة رسميّة أو خاصّة. أمّا في ما يتعلّق بالشّق المهنيّ، فالاختصاصات المتوّفرة هي روضة الأطفال والعلوم الفندقيّة.

لا تقتصر حياة الأطفال في الميتم على الدّراسة فحسب، بل يشاركون في نشاطات مختلفة ولديهم نظام عيش خاصّ بهم، إذ يتواجدون في الصّفوف من الـ8.00 صباحًا حتّى الـ2.00 من بعد الظهر، يتناولون بعدها الغداء ويتمّمون فروضهم المدرسيّة، ليبدأوا من ثمّ النّشاطات الفنّيّة والرّوحيّة والثّقافيّة والريّاضيّة وغيرها.

يعيش الأطفال في الميتم بين أحضان القدّيس شربل، هو الّذي لا يُبخل بفيض نعمه عليهم فيغمرهم بحنانه وعطفه، ويشفع فيهم ليترعرعوا ويكبروا ويُحقّقوا طموحاتهم وأحلامهم الّتي لطالما رافقتهم منذ الصّغر.