ثقافة ومجتمع
18 تموز 2016, 14:51

خاصّ- اللبنانيون.. سجناء سياراتهم

تمارا شقير
هل أنت لبناني؟ عمرك يناهز الثامنة عشر عامًا؟ بحوزتك رخصة قيادة وتمتلك سيارة؟

 

أنت إذًا "سجين" سيارتك في الأيام الأخيرة بسبب زحمة السير.. وإلّا "نيالك".

على أوتوستراد المسلك الشرقي والمسلك الغربي.. على الطرقات الداخلية.. في المناطق الساحليّة والجبليّة.. في جميع أرجاء لبنان يُحتجز المواطن داخل سياراته لساعات وساعات في زحمة سير أشعلت غضب الجميع فضجّت الطرقات بـ"زمامير" السيارات.

صحيحٌ أنّ اللبناني يحبّ الحياة واعتاد على الضغوط اليوميّة في لبنان، الا أنّ زحمة السير التي يشهدها بلدنا مؤخرًا ليست "طبيعية"، هذا ما أجمع عليه كثيرون في حديث لموقع "نورنيوز".

م. د. قال إنّ الزحمة "مش طبيعية ولا تُحتمل" معتبرًا أنّ الحلّ يكمن في  انتشار عناصر قوى الأمن الداخلي بكثافة على الطرقات لتنظيم السير.

أما ي. أ. فأكدّ أنّ الوقت الذي يستغرقه للوصول من جبيل إلى جونية أصبح أضعاف ما كان عليه سابقًا، فبات يمضي على الطريق ساعة أو أكثر بدلًا من نصف الساعة. والمشكلة بنظره هي كثافة السيارات وغياب النقل العام التابع للدولة وفقدان الثقة بوسائل النقل المتوفرة، فعلّق "أنا ما بسترجي ابعت ابنتي بالباص".

وبدوره إ. ح.، صاحب فرن، قال إنّ الطرقات الضيّقة وعدم احترام قوانين السير واستعمال الهواتف الذكيّة والـ"واتساب" كلّها عوامل تسبب الزحمة، مشيرًا الى أنّه يقع ضحيتها منذ ساعات الفجر "عم بعلق بعجقة السير من الساعة خمسة الصبح".

كما اعتبرت ج. ش. أنّ طرقات لبنان والبُنى التحتيّة غير مؤهّلة لإستيعاب هذا الكمّ الهائل من السيارات.

من جهة أخرى، لفت ج. أ. الى أنّ توفر المتاجر والسوبرماركت ودكاكين "ناولني" على جانب الأتوسترادات هي أيضًا من العوامل الأساسيّة المسببة للزحمة.

"عم نموت على الطريق".. "عم نهلك من الشوب".. "شي ما بينحمل".. "عم نتأخر على أشغالنا".. بهذه التعابير وصف اللبنانيون الحالة المأساوية التي يمرّون بها نتيجة مسلسل زحمة سير يومية تفاقمت في السنوات الماضية مع ارتفاع عدد السيارات وغياب النقل العام والحلّ بنظرهم يكمن في توسيع الطرقات والعمل على تحسين البنى التحيّة والإضاءة وتكثيف إشارات المرور وتنظيمها.. عسى أن يشهدوا نهاية مشرقة لهذا المسلسل.