أخبارنا
20 تشرين الثاني 2014, 22:00

تيلي لوميار تجمع الإعلاميّين وتطرح إشكاليّة "الإعلام بين الحرّيّة والتّبعيّة"

(ريتا كرم- تيلي لوميار) في خطوة ليست بجديدة على تيلي لوميار، جمعت أهل الإعلام والصّحافة، حماة الأمانة وحملة الرسالة، في دير سيّدة البير- بقنايا- فردت خلاله جناحي "الإعلام بين الحرّيّة والتّبعيّة"، لأجل إعلام حرّ ومسؤول، في لقاء خاصّ، حاضر فيه كلّ من: وزير الإعلام السّابق د.طارق متري حول أخلاقيّات المهنة، ورئيس تحرير جريدة "اللّواء" صلاح سلام حول دور الإعلام المكتوب في الحفاظ على السّلم الأهليّ، ومدير عامّ تلفزيون لبنان طلال مقدسي حول حاجة لبنان لإعلام لبنانيّ مستقلّ، ومدير عامّ تيلي لوميار جاك الكلاسي حول دور الإعلام الدّينيّ وسط الإعلام المدمّر، بمشاركة رئيس المجلس الوطنيّ للإعلام عبد الهادي محفوظ، ممثّل وزير الإعلام أندريه قصّاص، ونقيب المحرّرين الياس عون. وأدارت دفّة اللّقاء الزّميلة رولا إيليا.
البداية مع "أخلاقيّات المهنة"، حيث تحدّث متري عن الحرّيّة كشرط أساس لقيام الإعلام بدوره، غير أنّ ممارستها معرّضة للانزلاق نحو تهديد صدقيّة الإعلام. فدعا إلى "التزام المعايير المهنيّة الّتي تضمر قيماً أخلاقيّة، شرطاً لصون الحرّيّة وتعزيز الصّدقيّة والثّقة ودرء الفساد"، "فالحفاظ على الدّور التأسيسيّ لوسائل الإعلام يستدعي الالتزام بمجموعة مبادئ وقيم وسلوكيّات من قبل وسائل الإعلام والعاملين فيها... واحترام القوانين وتعزيز الحرّيّات". وعدم جنوح الإعلام إلى أدوار أخرى مثل التّرويج والرّبح المادّيّ والدّعاية السّياسيّة والمصالح الخاصّة
أمّا عن "دور الإعلام المكتوب في الحفاظ على السّلم الأهليّفانطلق سلام من اعتبار الإعلام المكتوب الأكثر نضجاً والتزاماً من غيره في تعزيز روحيّة وثقافة الوفاق الوطنيّ وتمتين السّلم الأهليّ، فدوره أساسيّ ومهمّ في ترسيخ الوحدة الوطنيّة عبر وضع أجندة لخطّة إعلاميّة متكاملة الأبعاد لخفض التّوتّر والالتزام بالمصلحة العليا للشّعب اللّبنانيّ، وتجسيد المصالحة والابتعاد عن شحن الأجواء، مشيراً إلى الفرق الكبير بين صحافة الرّسالة وصحافة التّجارة، داعياً إلى اعتماد المراقبة الذاتية
في المداخلة الثّالثة، تطرّق مقدسي إلى "حاجة لبنان لإعلام لبنانيّ مستقلّفطرح إشكاليّة: "أين نحن من إعلامنا والمرآة التي يظهرها للعالم؟" وتوجّه إلى المجلس الوطنيّ للإعلام قائلاً: "مسؤوليتنا في هذا المجلس أن نعيد الإعلام للوطن... نحن مدعوّون اليوم أن نبني الإعلام الحرّ والوطني... يساعد المجتمع على مدّ الجسور بين الأطراف المتنازعة عوض أن يصبّ الزّيت على النّار". وسأل: "لماذا وصل الإعلام الى هذا المستوى؟" وأجاب: "لأنّ الإعلام هو نتيجة للوضع الأخلاقيّ والسياسيّفطرح الحلّ خاتماً: "إذا لم نحرّر السّياسة ومجلس النّوّاب، لن نستطيع تحرير الإعلام."
في المقابل، عرض الكلاسي "دور الإعلام الدّينيّ وسط الإعلام المدمّرمعتبراً أنّ مسؤوليّة وسائل الإعلام اليوم هي نقل صور وأخبار عن السّلام والحبّ، وصور تحترم القيم والتّقاليد وتعزّز التفاهم بين الحضارات والأديان. وتابع متسائلاً: "ما الذي يمنع وسائل الإعلام من تلقيح برامجها ببرامج روحيّة ودينيّة؟ أو على الأقلّ إنسانيّة؟ ما الّذي يمنع تعزيز "حوار اختبارات" بما فيها التّجارب الدّينيّة؟وأضاف: "الحقيقة أن الإعلام الدّينيّ عليه أن يكون المثال في التّقيّد بالمبادئ والأنظمة والقوانين المرعيّة، في احترام كلّ السّلطات الرّوحيّة والزّمنيّة بأشخاصها ورموزها، في إتاحة فرص التلاقي بين الناس على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم، في عدم إثارة النّعرات الطّائفيّة والمذهبيّة والمناطقيّة والحزبيّة، في ترسيخ فكرة السّلام بين الناس والعمل من أجلها بشتّى الوسائل المتاحة عن طريق احترام الإنسان وحرّيّاتهوإلّا "إن لم تكن الأديان للسّلام، فعلى الدّنيا السّلام."
وفي السّياق نفسه، أثنى النقيب عون على دور الإعلام في الحفاظ على السّلم الأهليّ، ونوّه "أنّ مهنة الإعلام مهنة نبيلة وشريفة والإعلاميّ ومن معدن هذه المهنة لا يرتهن لأحد مهما كانت الإغراءات وقسمه الإعلاميّ هو أن يصون مهنته من كلّ الشّوائب."
من جهته، أشار محفوظ إلى تراجع الإعلام في لبنان، وهذا ما يفترض البحث عن المصادر الماليّة وعن ضرورة تدخّل الدّولة في هذا المجال. وتلا ميثاق شرف إعلاميّ يجمع بين الحرّيّة والمسؤوليّة ودقّة المعلومات والوثوق بمصادرها.
هذا وصدر أخيراً عن المؤتمر عشر توصيات تلاها المونسنيور كميل مبارك تقوم على: بناء فكرة المواطنة، عدم الإثارة السّياسيّة والطّوائفيّة والعنف، إحترام الرّسالات السّماوية وإبراز التّنوّع، تقديم المشاعر الإنسانيّة على السّبق الصّحافيّ، مراعاة الذّوق العامّ، إغناء الرّأي العامّ بالمعارف والثّقافات والإضاءة على حقوق الإنسان وواجباته، تعزيز روح التّسامح والإلفة والحوار، الحدّ من استخدام المنابر الإعلاميّة كوسائل للتّرويج أو التّشهير السّياسيّ، الاعتراف بالخطأ وتصويبه، حماية الإعلاميّين وتأمين حقوقهم واحترام استقلاليّتهم.
وفي الختام، كانت مجموعة مداخلات ونقاشات بنّاءة، ليجتمع بعدها للمناسبة، الجسم الإعلاميّ الحاضر، حول مائدة الغداء.