مصر
14 تشرين الثاني 2023, 08:50

تواضروس الثّاني دشّن كنيسة للسّيّدة العذراء في يوبيلها الماسيّ

تيلي لوميار/ نورسات
دشّن بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني كنيسة السّيّدة العذراء في شبرا، التّابعة لقطاع كنائس شبرا الجنوبيّة، بعد تجديدها، وبالتّزامن مع ييوبيلها الماسيّ. ودشّن البابا مع الأحبار المشاركين المذبح الرّئيسيّ على اسم القدّيسة العذراء مريم، والمذبح القبليّ على اسم الشّهيدين موريس وڤيرينا والكتيبة الطّيبية، والمذبح البحريّ على اسم القدّيس تكلا هيمانوت الحبشيّ، إضافة إلى أيقونة البانطوكراطو في شرقيّة الهيكل، والأيقونات الموجودة في حامل الأيقونات وفي أنحاء الكنيسة.

خلال القدّاس، ألقى تواضروس الثّاني عظة على ضوء إنجيل "رعيّة واحدة لراع واحد"، وتحدّث عن "الخادم الّذي يخدم بصلاح الله والكنيسة الواحدة"، متوقّفًا عند أشهر تعبير عن الكنيسة وخدمتها: "الكنيسة هي بيتي. هي أمّي. هي سرّ فرح حياتي"، وربط المعاني الثّلاثة بأسرار الكنيسة السّبعة من خلال:  

"1- هي "بيت": والبيت يتميّز بعاملين مهمّين، وهما:  

- وجود الأب، فالكنيسة هي بيت لأنّ فيها سرّ الأبوّة، والّذي يتمثّل في "سرّ الكهنوت" الّذي يُقيم كلّ الأسرار، ولقب "أبونا" له أهمّيّة كبيرة في حياتنا.  

- وجود موضعًا للرّاحة، فالكنيسة فيها موضع الرّاحة والشّفاء من خلال "سرّ مسحة المرضى"، وهو سرّ الرّاحة من الألم والأمراض الجسديّة والنّفسيّة والرّوحيّة

2- هي "أمّ": وكلمة "أمّ" لها تقدير واعتزاز لدى الجميع، وتشمل ثلاثة معاني، وهي:  

- الكنيسة "أمّ" لأنّ أسرتي وُلدت داخلها من خلال "سرّ الزّيجة"، لذلك تُسمّى الكنيسة "أمّ".  

- الكنيسة أيضًا "أمّ" لأنّني وُلدت فيها، وهذا هو "سرّ المعموديّة"، ويُطلق عليه أحيانًا للشّرح "رحم الكنيسة"، لأنّنا نُولد من جرن المعموديّة بالماء والرّوح.  

- الكنيسة كذلك "أمّ" لأنّ فيها سرّ التّثبيت وهو "سرّ الميرون"، والّذي نُرشم به بعد المعموديّة في ٣٦ موضع بالجسد، وعندما يُرشم به الطّفل يصير شخصًا مُقدّسًا، ولذلك نحن نحترم الجسد.

3- هي "فرح": الكنيسة هي سرّ فرح حياتي، ونقول "سرّ" لأنّه فرح داخليّ في قلب الإنسان، "فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: "إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ" (مز ١٢٢: ١)، ونجد الفرح من خلال:  

- "سرّ التّوبة والاعتراف": فالإنسان عندما يتوب ينال فرحًا، لأنّه يتخلّص من ثقل الخطيئة، الّتي تجعل القلب مظلمًا بل والعقل أيضًا، ولن يعاين الله إلّا نقيّ القلب، "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت ٥: ٨)، لذلك الإنسان عندما يأتي إلى الكنيسة يطلب من الله المساعدة لكي ينقّي قلبه، وعندما يترك خطاياه ينال فرحًا وتهليلًا.    

- "سرّ الإفخارستيّا": وهو السّرّ الّذي يُعطي للإنسان حياة داخليّة، فتصير حياته مستمدّة من حياة السّيّد المسيح في داخله، "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (يو ٦: ٥٦)، وهذا يُعطي الإنسان فرحًا، مثلما يقول الأب الكاهن في نهاية كلّ قدّاس "قلبنا امتلأ فرحًا ولساننا تهليلًا"."

وأشار، بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة"، إلى أنّ هذه المعاني الثّلاثة هي معان روحيّة يعيش فيها الإنسان ويتمتّع بها بالصّلاة من جيل إلى جيل، "كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ" (مت ٦: ١٠).