لبنان
14 أيار 2017, 13:36

تمثال العذراء فاطيما في عبيه وقدّاس على نيّة السلام في لبنان والعالم

احتفلت بلدة عبيه بوصول تمثال السيدة العذراء فاطيما اليها، وذلك لمناسبة افتتاح السنة اليوبيلية المئوية الأولى لظهورات السيدة العذراء فاطيما في البرتغال 1917 - 2017 ، وبعد الاعلان عن اختيار دير سيدة الانتقال عبيه كمركز حج رسمي، بوجود تمثال اليوبيل المقدم من أسقف فاطيما البرتغال للبنان، وبعد وصول تمثال السيدة العذراء في فاطيما الى الدير في عبيه، والذي انطلق موكبه من دير القديس أنطونيوس في حاريصا باتجاه بلدة عبيه، حيث كانت للتّمثال محطّات عديدة في القرى للتّبارك منه.

وكانت المحطة الأولى في بلدة عاريا، ثم ّمركز عاليه لمنسقية حزب القوات اللبنانية، ثم بلدة الكحالة. وقد أُقيم استقبال كبير في كنيسة مار أنطونيوس المارونية في عاليه شارك فيه عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب اكرم شهيب، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد واعضاء المجلس البلدي، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في عاليه خضر الغضبان، مخاتير المدينة وفاعلياتها وحشد من الاهالي. وقد نثرت الورود على التمثال على وقع قرع جرس الكنيسة والتراتيل الدينية.

وكانت المحطة الثانية للتمثال على طريق عين السيدة - بمكين، وأُقيم استقبال حاشد في بلدة سوق الغرب شارك فيه رئيس واعضاء البلدية وحشد كبير من الأهالي والمؤمنين. وكذلك استقبال حاشد في بلدة شملان على رأسه رئيس وأعضاء البلدية، وكذلك في بلدة عيناب وعين كسور.

وأخيراً استقبل التمثال على مدخل بلدة عبيه حيث أُنزل ُعلى الأكفّ، يتقدّم الموكب الوزير سيزار أبي خليل والنائبان اكرم شهيب وفادي الهبر، وكيل داخلية الغرب في الحزب التقدمي بلال جابر ومنسق عاليه في القوات بيار نصار الذي رافق التمثال منذ انطلاقته في حاريصا حتى عبيه وعدد من الكهنة والآباء وعدد كبير من اهالي البلدة والقرى المجاورة، وصولًا الى دير الآباء الكبوشيين. فبعد وضع التمثال للتبارك منه أُقيم قدّاس إلهي على نيّة السلام في لبنان والعالم، ترأّسه رئيس دير سيدة الانتقال الأباء الكبوشيين الأب اندريه رزق الله؛ وعاونه المونسنيور أنطوان سيف ممثلاً المطران بولس مطر ولفيف من الكهنة، في حضور المسؤولين والنواب ورؤساء بلديات المنطقة والمخاتير وعدد كبير من المواطنين.

وبعد الانجيل المقدّس، ألقى الأب رزق الله عظةً، أشار فيها الى معاني المناسبة، وقال:"أشكر الله على هذه الجمعة وفعلا "الام عم تلم" وما نراه اليوم أمامنا كيف أنّها "لمّتنا" جميعاً من كل الطوائف والاديان دون تفرقة وتمييز، لأنّ الأمّ لا تميّز بين أولادها هذا الشيء الذي حقيقة نحن نفرح به، بهذه الأمّ الذي الله أعطانا اياها".

وأضاف رزق الله:"هذه المناسبة التي نحن اليوم نحتفل فيها، مناسبة فريدة من نوعها، لأنّه ليس كل يوم لدينا احتفال يوبيل مئة عام، خاصة هذا اليوبيل المئة سنة لظهورات أمّنا مريم العذراء لفاطيما في البرتغال، ونحن احتفالنا اليوم دائماً يمكن أن يطرح السؤال أنّه ماذا حدث لكي تختار بلدة عبيه لتكون مكان حجّ. مركز حجّ لسنة اليوبيل، الأسباب متعدّدة، ولكن السبب الرئيسي يبقى لديها هي، لأنّها هي التي اختارت هذا المكان وليس نحن، لأنّ هذا الدير وكما تعرفون هو موجود منذ العام 1645، اذا بعد فترة سيصبح عمره 400 عام، ومنذ ذاك الوقت هذا الدير يسمّى على اسم سيدة الانتقال مريم التي انتقلت بالنفس والجسد الى ملكوت السماء، اذاً عدة قرون قبل اعلان العقيدة، كان الايمان المسيحي يقدس على أنّ أمنا مريم صعدت الى السماء بنفسها وجسدها، وهذا التمثال نفسه هو يتكلم عن حاله، هذا التمثال وصل الى لبنان بكانون الثاني 1967 بذكرى ظهورات العذراء فاطيما الخمسين عاماً، يعني هذا التمثال منذ خمسين عاماً أتى الى لبنان من سلسلة تماثيل أرسلها مطران المنطقة الموجودة فيها فاطيما في منطقة اسمها "ليرا" ومطرانها بعث لكل عاصمة في العالم بكل كاتدرائية بعواصم العالم تمثال اليوبيل، وهذا التمثال هو واحد منهم أتى الى لبنان للبنان، اختار أن يرسله على كاتدرائية القديس لويس في باب ادريس - بيروت، ومنذ ذلك الوقت هو بعهدة نحن الرهبنة الكبوشية ، والفضل الاكبر. وهنا أنا أشكر الله عليه لأبونا شارل نائب رئيس الدير الذي أنقذ هذا التمثال خلال الحرب، والان هذا التمثال نحتفل معه بيوبيل المئة سنة".

وتابع:"عندما عرف سيدنا المطران سيزار أسايان بقصة التمثال فرح كثيراً، وعندما عرف أنّ هذا الدير هو على اسم السيدة العذراء فرح أكثر، وعندما رأى أنّنا عدنا ونعود الى هذا العيش المشترك بهذه المحبة التي نتبادلها نحن والجميع ".

وقال:"انّ أحسن رسالة العذراء التي من مئة عام ظهرت على الرعيان الثلاثة الاطفال وقالت لهم صلوا من أجل السلام، ها هي الظروف أحسن من أن تكون في عبيه لكي تعود وتعيد الرسالة ذاتها وتدعونا جميعاً للسلام، للمصالحة، للعيش المشترك وللمحبة، نشكر الله أنّ المصالحة حصلت والعيش المشترك يترسّخ أكثر فأكثر والان أتت هي، تأكدوا أكثر فأكثر، والبرهان هو أنّنا موجودون هنا، وكما كنت أقول من كل الطوائف والمذاهب، وأنا برأيي الشخصي، بالاضافة لهذه العوامل أيضاً العذراء كما شاهدنا هنا هي ماذا تقول تعظم نفس الرب ونبتهج اليه مخلصي لأنّه نظر الى تواضع المسيحيين والعذراء متواضعة جدّاً. واريد أن أؤكد هذا الكلام انّ تواضعها الذي جعلها أن تأتي الى هنا الى هذا الدير، اختارت مكاناً متواضعاً كما أنتم ترون، هذا المكان الصغير ولكن رغم صغره يتسع للجميع ويتسع لألف صديق وأكثر، فاذا هذا التواضع للعذراء التي لا تريد البهرجة، وحتى قال سيدنا أنا الا أريدها أن تكون في مكان فيه ضغط سكاني وكثافة تحديداً مسيحية، لا اريد أن تكون في مكان حتى حقيقة تكون هي عم تعيشنا هذه الرسالة المسيحية التي هي رسالة الانفتاح والمحبة".

وتابع رزق الله:"اليوم وكما كنا نقول أنّ هذا الدير على هذه السنة كلها سنة اليوبيل سيكون مركزاً للحجّ، يعني نحن هنا في الدير وهو مفتوح اهلا وسهلا للجميع للذين يريدون زيارة العذراء ونصلّي امامها ويطلبون شفاعتها للجماعات والطلاب والرعايا، والمهمّ في الموضوع هو عندما نقول مركز حجّ ماذا يعني، مركز الحجّ يعني أنّ الانسان يترك مكان السكن خاصّته، ويذهب الى مكان مقدّس للصّلاة، هذا الحجّ بروحانيتنا المسيحية له معناها الكبير الكثير، لأنّنا اذا تطلّعنا على حياتنا نحن على الأرض، ما هي الا حجّ حيث يقول مار فرنسيس يقول نحن حجاج وغرباء، يعني جئنا الى هذه الأرض سنمر من هنا ولكن بطريقنا الى السماء، اذا نحن حجاج أي أنّنا عندما نعيش هذا الحج بهذا الشكل، خاصّة أنّنا نقوم بجهد حتى نصل الى المكان الذي نحجّ فيه، هذا الجهد يعبر عن الجهد الذي نقوم به بحياتنا الروحية حتى نتقرب أكثر من ربنا أكثر وأكثر نعيش ايماننا وتوبتنا والتزامنا للمسيح. اذاً، كل هذه العوامل تتدبر مع بعضها، وانّ أمّنا مريم العذراء فاتحة يديها ولكن هنا هي تصلّي لنا، ولكن في تماثيل أخرى فاتحة يديها وتقول لنا تعالوا يا أولادي أنا أنتظركم، ضعوا همومكم ولكي أساعدكم لأنّنا نعرف أنّ طلب أمّنا مريم من ابنها يسوع بأنّه بستجيب صلاتها ودعوتها، اذاً يجب ان نستفيد من هذه الشفيعة العظيمة أمّنا مريم".

بعد ذلك، كانت المناولة والتبارك والتراتيل.