ثقافة ومجتمع
23 آب 2016, 15:15

تجارة الرقيق.. "جرائم ضد البشريّة"

تمارا شقير
يحتفل العالم اليوم بإحياء ذكرى تجارة الرقيق، ولطالما سعت الكنيسة جاهدة منذ القدم الى منع الإتجار بالبشر وخير دليل على ذلك كلام البابا فرنسيس اليوم الذي عبّر قائلاً: "الإتجار بالكائنات البشريّة وبالأعضاء، العمل القسري والدعارة هي عبوديات معاصرة وجرائم ضدّ البشريّة".

 

ومن أنواع الإتجار بالبشر الرائجة في أيّامنا استقدام العاملات الأجنبيات وخضوع غالبيتهن لشتّى أنواع الإذلال.. فما مِن منزل لبنانيّ تقريبا لا يخلو من عاملة أجنبية.. صحيحٌ إنّها تتقاضى أجرها شهريًّا إلا أنّها لا تسلم من المعاملة الرديئة أحيانًا في البيت أو في مكتب الخدم.

ظاهريًّا الأمور قانونيّة ولكن هل لاحظ أحدهم يومًا أنّ نموذج العاملات الأجنبيات هو شكل من أشكال العبوديّة. فالعاملة لحظة دخولها المنزل تصبح انسانًا مهمّشًا، لا يحق له بالتعبير عن رأيه أو حتى الكلام، فكلّ ما عليها فعله هو الخدمة، أي بمعنى آخر تصبح "تحت سيطرة" أرباب المنزل.

خلقنا الله جميعًا على صورته ومثاله، من دون التمييز بين دين أو عرق أو جنسيّة.. وهنّ لسن إلا نساء أجبرتهن ظروف الحياة الصعبة على التخلّي عن عائلاتهنّ وأولادهنّ لتأمين لقمة العيش، ولكنهنّ يعانين الأمرّين ويجبرن على الخضوع وتحمّل الصعاب وسوء المعاملة..

هي جرائم ضد البشريّة، والضحايا هم الأسرى والفقراء والمحتاجين الذين لا صوت لهم، وفي هذا اليوم نضمّ صوتنا الى صوت البابا فرنسيس فنتكاتف لنواجه هذه الظاهرة الأليمة التي توجع أكثر من هم بحاجة إلى المساعدة.