ثقافة ومجتمع
13 حزيران 2016, 13:21

بين الحياة والموت.. مقلب!

ماريلين صليبي
تكثُر على شاشاتنا المحليّة والعربيّة، في هذه الفترة تحديدًا، البرامج الهزليّة التي تتناول مقالب يقع ضحيّتها أشخاص معروفون على السّاحة الفنّيّة والإعلاميّة وغيرها.


ولكن، هل يتقبّل الجميع المزاح بكلّ أنواعه؟ وهل يصحّ استخدام مصطلح "ضحايا" لوصف من يخضع لهذا المزاح؟ 
منوّعةٌ وعديدة هي الأفكار التي قد تخطر في مخيّلة معدّي البرامج لتنفيذها في مشاهد تمثيليّة تلفّها الحيلة البريئة، يصبّ هدفها في بحرٍ من الأحداث المستفزّة بغية إشعال شرارة غضب الضّيوف من جهة وخلق جوّ من الحماس في قلوب المشاهدين من جهة أخرى.
إلّا أنّ المقالب الحاليّة يُحاط معظمُها بالمخاطر والرّعب والخوف، فمنها ما يحبس الضّيف وسط غابة من الحيوانات الشّرسة ومنها ما يضعه فريسة ألسنة النّيران الباطشة ومنها ما يذلّه ويظهر ضعفه وعجزه المادّيّ أو الجسديّ أو النّفسيّ، ليصوَّر الضّيف بهذا، ضحيّة تائهة تستنجد الرّحمة وكائن ضعيف عاجز عن إيجاد الحلول. 
وقد تتضمّن الإشكاليّة المطروحة أيضًا في هذا الموضوع، خطورةَ تعرّض الضّيف لأيّ عارض صحّيّ نتيجة الخوف الكبير الذي ينتابه، إضافةً إلى احتمال فقدان التّحكّم ببعض مقوّمات المقالب، فكيف يضمن المنظّمون انحسار النّار في المكان المعنيّ أو منع الحيوانات المفترسة من هجوم مفاجئ صوب الضّيف؟    
هي مقالب مبالغٌ فيها، مشاهد عنيفة يصعب على المرء تحمّل التّعرّض إليها أو حتّى رؤيتها، فلماذا يحوّل أصحاب الأفكار "المبدعة" حفرةً بسيطة يتعثّر بها المرء، يضحك ويمضي، إلى هاوية بلا قعر يلاقي فيها اليأس والخطر والموت شبه الأكيد؟