بين الجوع والشّبع... هدر فإقصاء
البابا فرنسيس يتوجّه بكلامه هذا إلى العالم كلّه، العالم المبنيّ على الطّبقيّة والفروقات، علّه يساهم في سدّ هذه الهوّة بين أغنياء يهدرون لقمة خبز، وفقراء يتوقون إلى لقمة العيش.
لكنّ كلام الحبر الأعظم قد يكون الأكثر مطابقةً لنا نحن اللّبنانيّين، نحن الذين نعيش في هذه الظّروف الصّعبة.
كثيرون يقبعون تحت خطّ الفقر.. المجاعة لا تفارق بيوتهم، الفراغ يحتلّ موائدهم، العوز يدخل من أبواب بيوتهم العريضة من دون استئذان.
الشّمس قد تشرق وتغيب، ولا تشهد عليهم يُسكتون جوعهم بقليل من الخبز، هي أيّام تمضي والفقر وحده يشبعهم.
وفي المقابل، البعض مُغدَقون بالغنى، بالمال، بالرّفاهيّة، بالطّعام المنوّع والكثير. كلّ هذا ولا يقدّرون، لا يشكرون الرّبّ على نعمة الشّبع، لا بل يرمون أطباقهم الملآنة بالمأكولات لتنهشها النّفايات. هذا ويرفضون تناول طبخة لا تروق لهم، فالطّعام لهم ترف سهل، أمّا لآخرين فهو كنز صعب المنال.
ليكن إذًا كلام البابا فرنسيس بوصلة طريق تبدّل تصرّفاتنا تجاه نعمة الطّعام، فنتناول الموجود بفرح، ولا نهدر ما منحه الله لنا، لأنّنا بذلك نساهم عن قصد أو عن غير قصد بإقصاء إخوتنا الفقراء، ونودي بهم إلى الموت البطيء.
من هنا، نتذكّر يا ربّ، صلاة الأبانا ونطلب إليك أن "تعطنا خبزنا كفاف يومنا"…