لبنان
30 آذار 2021, 06:30

بقعوني في الشّعانين: لدينا إله يسهر علينا ويعنى بنا ولن يتخلّى عنّا

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس راعي أبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران جورج بقعوني القدّاس الالهيّ في أحد الشّعانين في المطرانيّة، بحضور المطران كيرللس سليم بسترس، ومعاونة النّائب العامّ الأرشمندريت كميل ملحم والنّائب القضائيّ الأب أندره فرح.

بعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران بقعوني عظة قال فيها نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "في هذا الجوّ المليء بالسّلبيّة وبالكلمات السّلبيّة وسط اليأس والإحباط والقلق، نحتفل بأحد الشّعانين ونسمع كلامًا من نوع آخر. لن أوجّه كلامي لمن تسبّب بوصولنا كلبنانيّين وكمواطنين إلى هذا الدّرك الخطير، لأنّ في ذلك إساءة إلى هذا اليوم المبارك ولكم ومضيعة للوقت. أريد أن أتوقّف عند الكلمات الإيجابيّة الّتي نقولها اليوم: "هوشعنا لابن داود ومبارك الآتي بإسم الرّبّ". إبن داود هو لقب المسيح المنتظر المخلّص، ومن هنا نعلن إيماننا بأنّنا مخلّصون ولسنا متروكين بل لدينا إله حيّ في وسطنا.

وما سمعناه في رسالة القدّيس بولس: "افرحوا في الرّبّ دائمًا وأيضًا أقول افرحوا"، "وسلام الرّبّ الّذي يفوق كلّ وصف يحفظ قلوبكم وأفكاركم بالمسيح يسوع". يريدنا الرّسول أن نفرح وأن يظهر حلمنا وصبرنا ووداعتنا وطول أناتنا في وقت فقد معظم اللّبنانيّين الصّبر والوداعة وطول الأناة. وسلام الله في وسط هذا الاضطراب والقلق والخوف يحدّثنا عنه الرّسول بولس من أجل أن نحيا بسلام. يذكّرنا نصّ اليوم بأنّ إلهنا وملكنا هو يسوع المسيح ونحن نسجد له ونصغي فقط له. أمّا حياتنا على هذه الأرض فكلّها تدور حول يسوع المسيح، وتصرّفاتنا ومقاربتنا للشّؤون الوطنيّة والعلاقات والعائلة والزّواج والعمل كلّها تدور حول قيم وشخص يسوع المسيح.

عندما سنعلن هوشعنا لابن داود، نريد أن نعلن هذا الإيمان بألّا يعترينا الهمّ لأيّ شيء كان، وأن نعلن وبالرّغم من كلّ ما يحصل في بلدنا أنّ لدينا إلهًا يسهر علينا ويعنى بنا، ومن وعدنا هو أمين ولن يتخلّى عنّا.

المسؤولون لدينا أصيبوا بالصّمم منذ وقت طويل، أمّا الله فليس أصمًّا، إلهنا يسمع ويصغي لصلاتنا وهذا يمنحنا الاطمئنان وهذا إيماننا، سننزع من قلوبنا كلّ الآلهة المال والسّياسة والسّلطة والجاه والمظاهر، علينا أن نرتقي إلى مستوى الإيمان ونتحدّث مع بعضنا البعض ونلاقي الآخرين ونقول: "لا تخافوا ولا تنتظروا الخلاص لا من الشّرق ولا من الغرب، الخلاص هو من يسوع، وكلّ إنسان يتّقي الله ويؤمن بالمسيح، عليه أن يخضع وينصاع إلى تعليم المسيح ساعتئذ تستقرّ نفسه. نحن سنفرح اليوم وسنلاقي يسوع في آلامه لأنّ إلهنا حيّ وقام وإلهنا الّذي أقام لعازار وأكّد القيامة العامّة هو في وسطنا، لذلك لن نخاف".

وأقيم بعد ذلك زيّاح الشّعانين في باحة الكنيسة.