ثقافة ومجتمع
03 آب 2017, 13:00

بعد سنوات من المآسي.. هل اختبرت الـ"فرح"؟

تمارا شقير
"كنت أشعر بأنّني وحيدة كثيرًا.. بأنّ لا أحد يكترث لي.. بأنّني غير مهمّة وليس لدي قيمة"، بهذه الكلمات وصفت فرح ابنة الـ25 عامًا مرحلة مأساويّة من حياتها، هي الّتي أمسى اليأس والألم والبكاء رفاق دربها.

 

الـ"فرح" رافق هوّيتها لكنّه لم يرافق حياتها، فهي لم تعرف يومًا معنى الفرح أو طعمه، اذ اقتحم السّواد عالمها واجتاحته المشاكل العائليّة لسنوات طويلة.

تعابير كثيرة مجبولة بالحزن واليأس نقلت من خلالها فرح معاناتها في مرحلة المراهقة، فبعد أن زال شغفها الوحيد للموسيقى ويوم شعرت بأنّ الكلمات باتت محدودة، قصيرة وغير كافية للتّعبير عن مشاعرها، عايشت الإحباط والكآبة وتدهورت حالها حتّى وصل بها الأمر إلى جرح جسمها بأدوات حادّة وحرق نفسها.

ابتعدت عن والدتها، أصبحت المرآة كاتمة أسرارها، وسيطر الفراغ على حياتها.. هكذا أصبحت حالة فرح، تلك الفتاة الّتي لم تُفكّر يومًا أنّ كلمة صغيرة نابعة من قلب شخص صادق يمكن أن تشفي جرحًا كبيرًا وتُبدّل مجرى حياة.

حاولت فرح ملء الفراغ الّذي سيطر على حياتها ببناء علاقات استثنائيّة، فعندما بلغت سنّ الـ18 حملت من دون ارتباط رسميّ وأنجبت طفلًا أصبح "محور حياتي وكلّ شيء بالنّسبة لي"، ولكنّها سرعان ما فقدت هوّيتها كزوجة وأمّ.

في ظلّ المشاكل والمآسي الّتي سيطرت على حياتها، لم تشعر فرح بوجود المسيح في حياتها، إلّا أنّ خسارة ابنها قرّبتها من الله وعرّفتها عليه؛ وآية "أنا هو الرّاعي الصّالح، والرّاعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف"(يو 10/11) هي الّتي أنعشتها وأعادت إليها الإيمان والأمل: "رأيت نفسي في تلك الآية، رأيت بأنه بإمكاني أن أضحّي بنفسي من أجل ابني، وإذا كان بامكاني القيام بذلك، فكم يحبّنا الله ليضحّي بنفسه من أجلنا".

حياة فرح اليوم ليست أسهل من الّذي كانت عليه في السّابق، فظروفها ما زالت صعبة ومشاكلها كثيرة، ولكن الفارق الوحيد هو أنّها على الرّغم من كلّ معاناتها تعيش حياةً مليئة بالأمل والرّجاء إيمانًا منها بأنّ قيمتها تكمن بمحبّة يسوع المسيح لها فـ" قيمتنا أن يسوع يحبّنا، يحبّنا كثيرًا".