ثقافة ومجتمع
27 تشرين الأول 2018, 07:00

بالرّجاء نكافح الكآبة

ميريام الزيناتي
كثيرة هي اللّحظات المؤلمة التي يمرّ بها كلّ منّا، لحظات حزينة تبعدنا عمّن نحب أو تسلب منّا أغلى مقتنياتنا، فكيف نتحصّن ضدّ الاكتئاب الّذي قد ينتج عنها؟

 

في اليوم العالميّ لمكافحة الاكتئاب، نحن مدعوّون للنّظر إلى الصّليب والتّأمّل بمراحله، فيسوع كان يدرك أنّه سيصلب، حزن وطالب الله بإبعاد الكأس عنه، إلّا أنّه عاد وقبل بمشيئة أبيه، صلّى ومشى درب الجلجلة. هكذا نحن عند الصّعاب، أو عندما نواجه مرضنا أو مرض حبيب، نتمنّى لو تبعد هذه الكأس ولكن هل نعلم أهمّيّة تسليم الأمر لله؟

يسوع جلد وعذّب وصلب، وقبل أن يموت سامح صالبيه، أوكل إخوته لمريم، وأسلم الرّوح. وإذا ما أردنا التّأمّل بهذه المرحلة لرأينا أنّه من الضّروريّ، وحتّى في اللّحظات الأخيرة، أن نكون واعين، وألّا ننجرف تحت ثقل المصائب، ونتحلّى بالرّجاء التّام واثقين بإلهنا.

وهنا يجب التّأمّل بحالة العذراء مريم أيضًا، هذه الأمّ الحزينة، الشّاهدة على عذابات فلذة كبدها، فهل من ألم أشدّ من ألمها؟ لم تكتئب مريم، بل آمنت بإرادة الله، صلّت وانتظرت ابنها برجاء.

وبعد الجلجلة والموت، أزيح حجر القبر وكانت القيامة. ولكن لو رزح كلّ من أشخاص درب الصّليب لصليبهم، لو استسلموا للكآبة والحزن، لو رفضوا مصيرهم وتجاهلوا مشيئة الله، هل كان الخلاص ليحلّ؟

بالرّجاء نكافح الكآبة، فإذا آمنّا بإرادة الله، وحاولنا فهم مشيئته، ستصغر مشاكلنا، وتقلّ همومنا، فالإيمان وحده كاف لبلسمة قلوبنا بلمسات من الرّجاء ليعيدنا إلى السّعادة.