ثقافة ومجتمع
19 كانون الثاني 2017, 06:30

بالأرقام.. إحصاءات تكشف مأساة العبوديّة في العالم

ماريلين صليبي
ملايين هم الأشخاص الذين تدمع عيونهم، يعرق جبينهم، تتمزّق أياديهم، تضعف أجسادهم، يُغيَّب احترامُهم، تُذلّ كراماتُهم، تُسعَّر قيمتهم، فيُستَغَلّون سنويًّا في منظومة الاستعباد والسّخرة.

 

ولكثرة تفشّي هذه الظّاهرة في العالم، أبحاث عديدة أسفرت عن إصدار تقارير نشرتها NYTimes تُظهر مدى تجذّر هذه الحقيقة المرّة في كلّ الأرجاء وبأشنع الطّرق.

يواجه 167 بلدًا العبوديّة بأوجهها المتنوّعة: الجنسيّة، السّخرة، الاستعباد... فالولايات المتّحدة تضمّ 60000 شخص مستعبدين، كوريا الشّماليّة تسجّل أعلى نسبة مستعبدين أي 4.37% من السّكّان، الهند تغمر 14 مليون مستعبد...

وتؤكّد الدّراسات أنّ الضّحايا بغالبيّتهم يبلغون أعمارًا بين 18-24 سنة؛ 22% منهم راضخون للاستعباد الجنسيّ بينهم 30000 يموتون سنويًّا نتيجة الأمراض والإهمال.

وأبشع ما في الموضوع أنّ 46% من المتاجِرين بالبشر تجمعهم صلة قرابة أو صداقة مع ضحاياهم، فوداعًا لإنسانيّة مفقودة تجعل المرء يعمل 20 ساعة في اليوم، 7 أيّام في الأسبوع، 365 يومًا في السّنة.

 عندما تمرّ الأرقام الضّخمة أمام نظرنا الأعمى، يدرك عقلنا الغافل مدى خطورة الواقع، ويرجف قلبنا البارد ألمًا وحسرة على هذه المرارة.. فلنصلِّ على نيّة ضحايا العبوديّة والمسؤولين عن هذا الاستعباد، فالأخيرون بحاجة إلى دخول الله في قلوبهم ليرقّق قسوتها ويبعدها عن شهوة المال والظّلم، والضّحايا بحاجة إلى عون الله وصبره ويده الحنون التي لا بدّ من أن تربّت على أكتافهم مطمئنة إيّاهم بشروق شمس الحرّيّة والسّلام!