باع ميداليّته ليجمع كلفة علاج طفل من السّرطان
هو لم يحصد الميداليّة الذّهبيّة الّتي تبلغ قيمتها المادّيّة أضعاف وأضعاف الفضّيّة، ولكن روحه الإنسانيّة التّضامنيّة ضاعفت من قيمة جائزته وأظهرت أنّ الرّياضة تستطيع أيضاً أن تكشف عن خير كبير وحبّ عميق بعيداً عن كلّ أنواع التّجارة والرّبّح المادّيّ.
هو لم يبادر ليحصد شهرة إضافيّة أو لجذب أضواء هو بغنًى عنها، بل فعل ما فعل ليحافظ على حياة إنسان ويعطيه فرصة العيش فيكبر ويرى بعينيه الجمال الّذي خلقة الله؛ جمال تعكسه طبيعة بشريّة خلّابة وطيبة أناس حباهم الله قلباً تفوق روعته جمالات الكون كلّها.
وكم نحن بحاجة اليوم في مجتمعاتنا إلى تلك الرّوح المبادرة الّتي تشعر بضعف الآخر وحاجته، إلى النّفس البيضاء الّتي لا تتمسّك بالقشور لأنّها مدركة أنّ كلّ شيء فانٍ؛ كم نحن بحاجة إلى إسقاط الأقنعة وعكس وجه الله الطّيّب الّذي ينظر إلى الآخر ويدرك ما في أعماقه من وجع فيداويه.
كم هو بحاجة عالمنا إلى اكتشاف معنى الأخوّة بعيداً عن رابط الدّمّ، فينصهر الجنس البشريّ وتتفاعل قيمهم الرّاقية وتنتج طاقة إيجابيّة قادرة أن "تنقل الجبال" وتصنع المعجزات، فالله لا يريدنا أن نتلقّى وحسب بل أن نعطي ونثمر ونتشارك، ففي العطاء خلق وفي المشاركة استمراريّة.