اليمين الدستورية ..
لبنان خلافا لما يحصل في المنطقة ، أنجزَ بناءه الدستوري، ليس لبنان في مرحلة تأسيسية والحوار الوطني الكياني في لبنان انتهى بالتجربة، وبعد وثيقة الطائف ونحن اليوم في حاجة الى حوارات في السياسات العامة في الاجتماعية والصحية والتربوية والانمائية وحواراتنا الوطنية الكيانية انتهت.
هذه ورشة كبرى بعد سنوات من الاحتلالات والوصايات والتبعية.
ما يحدث اليوم هو أسمى وأعلى من قضية توافق هو حرص وتخوّف من الفراغ الدستوري ومن امتداد هذه الفراغ مستقبلا على المؤسسات كافة، ومن الخطر على الدولة والوطن.
فلولا انتخاب الرئيس الجديد اليوم كنا ذاهبين الى فراغ اشمل والفراغ الاشمل هو وصفة جيِدة لبداية حروب اهلية. كيف تبدأ الحروب المسماة اهلية وداخلية، ليس بحمل السلاح ضد البعض بل بتفريغ المؤسسات فتنشأ دفاعات ذاتية مضطرة للاستعانة بالخارج في التمويل والتسلّح وتصبح تابعة للخارج ويستحيل استعادة الاستقرار إلا من خلال وفقا داخلي واقليمي ودولي، هذا ما كان يهدد لبنان مستقبلا وعشناه خلال سنوات 75 و90.
اما ما شهدناه اليوم فهو نتاج محلي بامتياز يعلو على ما تسميته توافق وهو يعبر عن تخوف وحرص على حماية المؤسسات تطبيق الدستور هو المطلوب اليوم.
علماً أنّ انتظام الدولة يبدأ من رأس الدولة، من انتخاب رئيس الجمهورية.
رئيس الجمهورية اليوم بعد وثيقة الطائف يمارس دور السهر على احترام الدستور وهذا يعلو على مفهوم الصلاحيات ولكن كثير من المسيحيين لم يدركوا اهمية هذا الدور. هو دور يُفيد ليس فقط المسيحيين بل كل لبنان.
اعادة الدور للرئيس لأنه حامي الدستور ويسهر اي لا ينام لحماية الدستور وهو متحرّر من كل التزام يخالف الدستور بعد حلفه اليمين.
عودة الحياة الى القصر تعني عودة لبنان الى رسالته المحلية والعربية والدولية لأن لبنان اثبت في هذه الاوضاع ان دولته التي هي غير فعالة هي اقوى من دول عربية عديدة انهارت وتنهار شرط ان يدعمها اللبنانيون.