ثقافة ومجتمع
06 آب 2014, 21:00

الوزير إدّه في أكاديمية الإنتشار

(جوزفين الغول- نورسات) \"لا وجود للبنان دون الموارنة\" ضمن إطار نشاط المؤسسة المارونية للإنتشار وإقامتها الأكاديمية المارونية للإنتشار للسنة الثانية سلسلة من المحاضرات تتابع في جامعة الروح القدس الكسليك التي تستضيف الأكاديمية.

محاضرة قيّمة للوزير ميشال إدّه، رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار، تحدّث فيها عن تركيبة المجتمع اللبناني الطائفية وتحدّث عن تاريخية تركيبة المجتمع اللبناني المكوّنة من مختلف الطوائف والأديان. كما وتحدّث عن الدور الماروني بحيث ارتبط لبنان بالموارنة كما ارتبطوا هم به، ولا يرى الوزير إدّه لبنان دون الموارنة.
وتحدّث عن التراجع المسيحي ليس فقط في لبنان والشرق بل في أوروبا التي بدأت تتخلى عن الإيمان وأصبحت تلك المجتمعات تتبنى قضايا تؤثر على الزواج والعائلة كقبول زواج المثليين وغيرها من العادات التي أصبحت مقبولة وتهدد الكيان العائلي ووصفها الوزير إدّه بالإنهيار والكارثة وخاصة في تراجع الولادات.
ورأى الوزير إدّه رغم تواجد المسلمين بكثرة في المجتمعات الغربية وعلى سبيل المثال إن هناك 7 ملايين مسلم متواجد في فرنسا، 5 ملايين منهم هم فرنسيين ورغم ذلك لا يوجد تجانس في المجتمع الفرنسي ولا يستطيعون العيش معاً.
ويبقى لبنان رمزاً للتعايش والتجانس لا يشبه أي مكان في العالم من حيث هذا التجانس والتناغم.
ولذلك ما نراه اليوم في الشرق هو في غاية الخطورة ولا سيّما ما نراه في العراق فالموصل هي من أهم المدن المسيحية والموضوع الأساسي في مجتمعات اليوم هو العيش المشترك ولذلك نرى حاجة العالم اليوم لهذا العيش المشترك الذي أوجده وارساه لبنان.
ولبنان اليوم باحتضانه الـ18 طائفة هو نموذج للعالم من حيث هذا العيش.
وأكمل: نحن مع العلمنة ولسنا مع الإلحاد. أهمية لبنان في العلم كلّه هي العيش المشترك. وفي جوابه لطلاّب الأكاديمية عن الأنانية التي تدين العالم اليوم ودور الكنيسة، اعتبر إدّه أن هناك تراجع في دور الكنيسة ولكن الروح القدس مدّ الكنيسة بباباوات ثلاث في العصر الحديث من يوحنا بولس الثاني الى البابا فرنسيس هم يديرون الكنيسة بحكمة في الظروف الصعبة واعتبر أن الفقر الذي كانت تعيشه الكنيسة المارونية مبتعدة عن الفخامة كانت تجعلهم في أصول المسيحية وجذورها.
وتابع الوزير إدّه في حواره مع الطلاّب: أن المسلم اللبناني هو أفضل نموذج للمسلم في العالم من حيث التعايش. وهم درسوا في المدارس المسيحية والتي لعبت دوراً تاريخياً في إرساء قيم العيش المشترك.
وهذا العيش ليس فقط نموذجاً للمسلمين فقط في العالم بل للمسيحيين. المسيحيون في الخارج أيضاً لا يتعايشون ويتمازحون بشكل جيد مع المسلمين ولذلك أعود للقول أن لبنان هو نموذج للعيش المشترك.