21 آب 2012, 21:00
النورسات روح المسيح في كل بيت
(تيمور عوابدة - الاردن) ليست محطة بل كنيسة قد أوجدت تغيراً جذرياً ساهم في إعطاء نبضاً جديداً وحياة لم تسعى أي محطة أخرى أن تتبنى رسالة فيها تُجمع أوجه المحبة والسلام والفرح والتسامح والروحانية العالية التي تشدنا إلى يسوع لا بل تجعلنا نحاكي يسوع في الصلوات والبرامج التي تقدم وتعرض لنا عبر هذه الشاشة التي تحمل وجه يسوع لكل بيت فحيثما وجدت فهناك روح يسوع يمنح البيت وساكنيه بركة عظيمة تمده بالنعمة والعيش بسلام.
من منا اليوم إخوتي لا يتابع هذه الشاشة العريقة التي أصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا لا بل لربما أصبحت وكأنها فرض من الفروض الدينية علينا، لنستمع ونشاهد ما فيها من أمورٍ ليست بالسهلة وإنما تضع أمامنا إنجيل يسوع وحياته ومسيرته الخلاصية وعقيدتنا الإيمانية، فكل هذه الأمور هي صورة هويتنا المسيحية لا بل جوهر حياتنا فكيف لنا أن لا نعرفها.
فها هي هذه المحطة اليوم وبشرف كبير تتناولها وتسردها بطريقة تفوق الروعة والجمال.
محطة تشع بنورها من أرض القداسة أرض لبنان الطاهرة
ليس من قديس وإلا عرفنا عنه أكثر وأكثر وليس من مناسبة دينية كبيرة أو عيد أو أي شي يمس حياة الإنسان المسيحي المؤمن المعني إلا وشاهدناه بحلقات أو مسرحيات ومسلسلات أو بحلقة نقاش أو بترنيمة حينما نسمعها وكأننا نرتفع معها إلى أحضان يسوع. وهذا ما نحن اليوم بأمس الحاجة إليه كيف لا ونحن نتصارع مع عالم أخذت تكثر فيه المغريات التي تسهم في عيشنا البعيد عن جوهر حياتنا الذي نريد من خلال محطات تعرض برامج ما دون المستوى الأخلاقي فليس هنالك من احترام لمشاعر المشاهد ومع كل أسف فليس من موجه أو رقيب فهنا تكمن الخطورة وخصوصاً على شبابنا وعلى أطفالنا إذا أخذوا بهذه الطريق فحتما ستكون النهاية وخيمة وليست بالمرضية وإنما على العكس تماما ما تقدمه شاشة النورسات فانا لست بصدد المقارنة وحاشى أن تكون شاشتنا ومحطتنا التي تحمل روح المسيح بمستوى تلك المحطات وإنما أحببت أن أسلط الضوء على عدد منها والتي تخدش كرامة وأخلاق الأسنان وتجعله أسيراً لها ومنغلقاً على نفسه، تجده وكأنه أصبح عبدا لها لأنها أصبحت تتغلغل في أعماقه ويعتبرها منفذه وطريقه للحياة. لكن إلى أين؟.
بالفعل أخذت هذه الشاشة تبعث فينا حياة زاهرة وتجعلنا أكثر تمسكاً وتفاؤلاً بحياتنا مع يسوع وأن ندرك أن هنالك حباً عظيماً أن هنالك تضحية كبيرة هنالك عطاء كبير قدم لنا مجاناً ودون مقابل فماذا نحن أعطينا؟ لا شيء! ومع ذالك فهي اليوم تشكل نهجاً يحمل رسالة فريدة وموضوعات مهمة ومتغيرات نحو الأفضل، نعم هكذا هي، وما نشاهده هو دليل على ذالك.
حينما فكرت أن أكتب عن هذه المحطة قد ترددت كثيراً لخوفي ألا أكتب ما يليق بها لأنها تستحق أن نسطر لها أجمل العبارات والكلمات المنتقاة وإنما هي تتحدث عن نفسها دونما أن نتحدث عنها نحن وهي أغنى من أن أتحدث عنها لكن تربطنا علاقة محبة بهذه الشاشة وهذا المنبر الذي منه يتحدث يسوع برسالته إلى العالم أجمع حيث يخاطب كل شخص في بيته مع أفراد عائلته فحيثما أجتمع اثنان او ثلاثة فأنا أكون بينهم، وهكذا هي النورسات فهي دائماً حاضرة بيننا متواجدة في كل الأوقات وحاضرة في كل الظروف والمناسبات نعم هذه هي كنيسة يسوع التي تجاهد وتصارع من أجل الإنسان ليبقى كما يريد الرب يسوع فليس من مصلحة شخصية وليس من صفقة تجارية وإنما هدفها ربح الإنسان ليسوع وتوثيق العلاقة الإيمانية الوطيدة التي تبنى على المحبة اللامتناهية.
فمنا كل التقدير على كل الجهود التي تبذل من قبل القائمين على هذه المحطة صاحبت الرسالة الغنية وصاحبت الابتسامة التي نشهدها كل صباح مع قرعة أجراس الكنائس وأصوات ترانيم الجوقات وحيوية البرامج الدينية الثقافية وروح التسامح الكبير وهمسات المسبحة الوردية التي تقودنا بمريم سريعا إلى أبنها لننعم بما نريد، نعم لكم كل الشكر والصلاة منا لتبقوا وتبقى هذه المحطة منارة تشع بنور المسيح في كل الأرض لتكسر كل قيد وتفتح كل قلب وتمنح الفرح والسلام في كل بيت أينما كان.
سيروا فالمسيح معكم ويحرسكم ويقويكم بروحه القدوس ولا تنسوا أن العذراء مريم سلطانة الأرض والسماء هي أيضاً معكم وتضعكم تحت أجنحتها لتحلق بكم إلى سماء ابنها إلى ملكوت السماء حيث هنالك ما ينتظركم لأن هنالك أجركم العظيم مع الملائكة والقديسين نعم لقد سبحتم ومجدتم المسيح على الأرض فستكملون تسبيحه مع ملائكته وقديسه في السماء أيضاً.