ثقافة ومجتمع
14 تشرين الأول 2016, 07:11

الموسيقى.. تحرير أم تخدير؟

الموسيقى هي لغة الإنسان العالميّة، تروي الرّوح وتضيف نغمات السّعادة إلى عالم يملؤه التشّاؤم واليأس. هي فن يعبّر عما يختلج القلب من مشاعر فيعكس شخصيّة المستمع. يُقال فيها إنّها تغسل الرّوح من أوساخ الحياة اليوميّة.. ولكن ماذا لو استخدمت في مهرجانات تُعكّر بطقوسها نقاوة الإنسان؟

غالبًا ما يجد شبابنا بالموسيقى وسيلة للتعبير عن الذّات، فمنذ فترة ليست بالبعيدة تصاعدت نغمات موسيقى الـ"Pshycadelic Trance"، التي تُستخدم أساسًا في معالجة مرضى الأعصاب، في سماء لبنان فتراقص على إيقاعها شبّان وشابات سرقتهم المخدّرات والكحول من عالم الواقع غير مدركين أن هذه السّموم سرعان ما تحوّل مفعول الموسيقى المهدّئ إلى مخدّر ينقلهم إلى عالم الهلوسة والشّعوذات.  

مهرجانات عديدة كالـ"Hexaplexe Music Festival"، فُرضت على مناطق مسيحيّة عدّة في لبنان، واحتضنت آلاف الشّبان من جنسيّات مختلفة، لبسوا الثّورة على الواقع الاجتماعيّ قناعًا وتذرّعوا بالبحث عن الحرّيات ليخلقوا عالمًا افتراضيًّا يخبّئ وراء كواليسه مئات الرّموز الشّيطانيّة التي تَعِدُ بحرّية لا يدركون أنّها مكبّلة بقيود المخدّرات المدمّرة.

هؤلاء الشّبان اتّخذوا من المخدّرات والكحول والموسيقى والتصرّفات الشّاذة وسيلة للهروب من واقع وصفوه بالمرير، متناسين المرارة التي تنتج عنها بعد تبخّر السّعادة الموقّتة.. سعادة  ناتجة عن مواد سامّة تسيطر على عقولهم المخدَّرة لتنقلهم إلى عالم الماورئيّات المشعوذ، ظنًّا منهم أن في مهرجاناتهم هذه يجدون الحريّة، ولكن متى كان التخدير سبيلًا للتحرير؟