ثقافة ومجتمع
09 أيلول 2016, 07:50

المساجين هم أبناء الكنيسة أيضًا!

ريتا كرم
"كيف لي أن أعبر باب الكنيسة وأنا على هذه الحال؟" من يكون؟ وما الّذي يقصده بكلامه؟ إنّه أحد السّجناء في أحد سجون إنجلترا والّذي كان يتحضّر لنيل سرّ العماد، ولكن في الواقع شكله الخارجيّ لم يكن يوحي أبدًا للنّاظر إليه أنّه رجل مؤمن، فعلى وجهه ندوب تركتها آثار سكّين، وعلى عنقه وشوم غالبًا ما يُنعَت من وشم جسده بها بأبشع الأوصاف. غير أنّ هذه الجملة بالذّات فتحت أمام الكنيسة الباب للتّحدّي ولاستقبال هذا السّجين بالذّات في الرّعيّة.

 

القصّة جاءت على لسان رئيس أساقفة وستمنستر الكاردينال فنسنت نيكولز بحسب مقال نشره موقع وكالة الأخبار الكاثوليكيّةCNA ، أكّد فيه أنّه من واجب الكنيسة والمجتمع دعم المسجونين لا تهميشهم، وإلّا تضيع كلّ فرصة لإصلاحهم.

في الواقع نحن مدعوّون إلى إثراء حياة الأكثر ضعفًا في المجتمع بخاصّة في سنة الرّحمة هذه. وقد أكّد تقرير جديد صادر عن أساقفة إنجلترا وويلز أنّ الكاثوليك في السّجون هم واضحون جدًّا فيما خصّ دور رجال الدّين في تعزيز الإيمان لدى المحكومين وأهمّيّة إشراكهم في القدّاس الإلهيّ، فبهذا هم "يشهدون للمسيح ويقرّبونهم منه... هم اقترفوا ذنبًا وفي حالات كثيرة سبّبوا ألماً كبيرًا، ومع ذلك لا يزال هؤلاء يمتلكون كرامة كسواهم من البشر... وسنة الرّحمة هذه تقدّم فرصة وتحدّيًا لإعادة تنشيط التزامنا تجاه كلّ إنسان يقبع وراء القضبان."

أمّا هل يكفي دور الكنيسة وحدها في هذه الرّسالة؟ فالجواب: لا طبعًا، فمن دون مجهود جماعيّ علمانيّ، لن تنجح عمليّة إعادة إدماجهم في المجتمع؛ لذا على كلّ إنسان مؤازرة كلّ خارج إلى الحرّيّة ليعاين وجه الرّبّ أيضاً من خلال المجتمع وليتعرّف إلى طريق الصّلاح.