ثقافة ومجتمع
27 تشرين الأول 2016, 13:47

الكآبة مرض العصر.. فهل يمكن تخطّيه؟

ميريام الزيناتي
الحياة رواية مخطوطة بسطور تتراوح ألوانها بين البياض والسّواد، بعضها فرِح مليء بالبهجة وبعضها الآخر يحمل في طيّاته أحزان توجع القلب وتؤلم الرّوح، فالحزن والفرح حالاتان ترافقان الإنسان على مرّ السّنوات ولكن ماذا لو تحوّل الحزن إلى كآبة؟

الحزن حالة طبيعيّة تُخالج الإنسان، تسرق منه ابتسامت لتزرع مكانها دمعة ملبّدة بالمشاعر الجياشة، حالة الحزن هذه، بحسب أخصائيّة علم النفس مونيك قطّار، موقّتة بعكس حالة الكآبة التي ترافق الإنسان لفترة زمنيّة لا تقلّ عن السّنة.

كثيرة هي الأسباب التي تؤدّي إلى الكآبة، وتوضح قطّار في حديث لموقع "نورنيوز" الإخباري، أن أبرز هذه الأسباب خسارة ما هو عزيز على قلبنا، لافتة إلى أن هذه الخسارة قد تتجسّد بموت أو طلاق أو حتى فقدان وظيفة، هذا وقد يعود سبب الكآبة إلى تغيّرات هرمونيّة.

أما أبرز عوارض هذا المرض فهي النوم المفرط، فقدان الشّهيّة أو اكتسابها، وفقدان لذّة الحياة، هذا وتراود المكتئب أفكار سوداويّة قد تصل إلى الرّغبة بالإنتحار. من هنا، وبحسب قطّار، لا بدّ من توجّه المريض إلى أخصّائي أو طبيب نفسيّ يعالج الحالة حسب طبيعتها.

وتشير قطّار إلى أهميّة احتضان المكتئب وتفهّمه، فحالته لا إراديّة ومعاناته كبيرة، وتشدّد قطّار على ضرورة عرض المريض على طبيب إذا ما تخطّت فترة حزنه السّنة.

الكآبة مرض يخطّ سطورًا تلوّث بسوادها حكاية الإنسان، تكبّله وتسرق منه معاني الفرح والسّعادة، فعسى أن يُمحي إيمانه القويّ بالله هذه السّطور ليعمّ الفرح علّنا نشهد عالمًا تبض فيه القلوب ابتهاجًا وسعادة...