الكلّاسي من مؤتمر COPEAM : رغم كلّ الأزمات الخير ينتصر
"مرحبًا للجميع،
أودّ في البداية أن أشكر الرّئيس كريم عبد الله لمنحي شرف الوقوف أمامكم اليوم.
إنّه لشرفٌ حقًّا أن أخاطب هذا الجمع من العقول النّيّرة والأفراد الملهمين.
أنا من عائلة تيلي لوميار - لبنان. أدعى جاك الكلاسي، رئيس مجلس إدارة نورسات ومدير عام محطّاتها السّتّ: الأولى مخصّصة للعائلة، والثّانية للشّباب، والثّالثة للمرأة، والرّابعة للأطفال والخامسة للمجتمعات الشّرق أوسطيّة، أمّا المحطّة السّادسة فهي مزيج من كل تلك المحطّات ولكن في اللّغة الإنجليزيّة.
تأسّست تيلي لوميار بعد الحرب الأهليّة اللّبنانيّة في العام 1990 (منذ 35 عامًا) بهدف نشر السّلام والمحبّة والحوار. وتبيّن لي اليوم أننّا نتشارك وCOPEAM القيم نفسها.
نحن في القرن الـ 21 ولا نزال نشهد:
- أكثر من 40 حربًا على الكوكب
- أزمة اقتصاديّة منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم
- تقلّص في عدد الغابات في كافّة أنحاء العالم
- نصف المواد الخام من الأرض (المعادن، والوقود، ...) التي تراكمت على مدى ملايين الأعوام، استهلكت في أقلّ من 50 عامًا.
من منّا لا يسأل نفسه عن مستقبل البشريّة وسكّان الأرض، في عالم تنهار فيه القيم، وأصبحت فيه الشّائعات والأكاذيب بمثابة الخبز والماء عند الكثيرين.
في هذه الفوضى المليئة بالتّناقضات، تبحث البشريّة عن حلول.
وحدها وسائل الإعلام التي تعتمد على الحقيقة وكرامة الإنسان قادرة على تنظيم هذه الفوضى.
الفوضى في الإعلام تقود إلى: فوضى في الاقتصاد وفوضى في السّياسة وفوضى في الأخلاق، وفوضى في الأمن.
العالم الرّقميّ يغيّر مفاهيمنا وقيمنا الثّقافية القديمة بطريقة سريعة وقاسية.
نحن أمام حرب عالميّة جديدة وسلاحها هو وسائل التّواصل الاجتماعيّ.
نحن من صُنعِ يدي الله، ونحن مسؤولون عن بعضنا البعض أمام الله وأمام التّاريخ.
أن نكون مختلفين لا يعني أن نكون ضدّ الاختلافات في الرّأي، وفي الدّين، وفي الثّقافة، وفي اللّون... نحن جزء من التّراث الإنسانيّ، وعلينا قبول هذه الاختلافات واحترامها.
أن تؤمن بأنّك على حقّ لا يعني بالضّرورة أنّ الآخر على خطأ.
نحن بحاجة ماسّة لاستراتيجيّة إعلاميّة تسلّط الضّوء على أهميّة الحوار والثّقافة.
إن نجحنا في تربية إنسان لا يسرق ولا يقتل ولا يكذب، فنحن بالتّالي لن نكون بحاجة إلى السّجون أو السّلاح أو القوى الأمنيّة.
يجب على محطّاتنا المرئيّة والمسموعة قبول الثّقافات المتعدّدة وتعزيزها لتظهر بمثابة فسيفساء ثقافيّة، فتوصف كوعاء سلطة وليس بوتقة انصهار.
أتينا اليوم لتبادل خبراتنا ولتحسين معلوماتنا ولمشاركة قيمنا.
لاحظت اليوم أنّ المؤسّسين والمتحدّثين لديهم استراتيجيّة مناسبة. وبهذه الاستراتيجيّة- مع تبادل الوثائقيّات عن المدن والقرى الضّائعة والمنسيّة، الحركات الشّبابيّة والجيل الجديد المبدع، والفولكلور والاحتفالات، والحفلات الموسيقيّة والفنون...- لا ينبغي أن يفشل التّعايش ولا ينبغي أن تفشل التّعدّديّة والانخراط.
أنتم بحقّ قادرون على فتح الطّريق لبناء الجسور على الرّغم من كلّ الصّعوبات.
نشكركم على قبولنا معكم كأعضاء.
أتمنّى التّوفيق للجميع."