ثقافة ومجتمع
10 آب 2016, 11:00

الـ"أنا".. بين الجرأة والوقاحة

ماريلين صليبي
ليسا مرادفين ودودين، ليسا من الأضداد اللّدودين، هما طبعان منفصلان- متًّصلان في آن، يفصلهما خيط رفيع يجعل الأوّل إيجابيًّا والثّاني سلبيًّا، هما الجرأة من جهة والوقاحة من جهة أخرى.

 

الجرأة هي الإقدام على عمل أمور مختلفة بشجاعة وقوّة قلب فريدين، في حين أنّ الوقاحة هي قلّة الحياء، بالكاد تتّصل بالجرأة لتتخطّاها بأشواط بشكل مزعج فاضح.

بين الجرأة والوقاحة، يجدر بالإنسان التّحلّي بالحكمة والفهم الدّقيق والواضح للأمور، لأنّ الجرأة قد تتحوّل حينها إلى تهوّر وعجلة إذا ما كانت غير مدروسة وموزونة، وقد تصبح وقاحة إذا ما كانت محاطة بالاحترام.

الجرأة فضيلة سامية تُرسَم على جبين كلّ من يتسلّح بها للسّير في حياة تملأها الصّعاب والمشاكل. مؤسف هو إذًا تحوّل هذه الجرأة إلى آفة وعيب عندما يفرط المرء في استخدامها، عندما يقلّل من احترام حرّيّة الآخرين وخصوصيّتهم، وعندما يتجاوز حدود المنطق والرّقيّ.

الجرأة هي التّعبير عن الذّات وعن الآراء من دون إلحاق الضّرر بالآخرين أو التّعدّي على حقوقهم، أمّا الوقاحة فهي تبتعد عن المصلحة العامّة وعن العقل والمنطق.

جميلٌ هو أن يكون الإنسان جريئًا ومهذّبًا في طرحه الأمور، فليبتعد المرء عن الكبرياء القاتل الذي يجعل من شخصيّته الضّعيفة مرآة تجرح قبل أن تنكسر، وتكسر العلاقات عندما تتفجّر.