14 تموز 2015, 21:00
العد العكسي لانطلاق نشاطات مئوية الابادة الأرمنية
(ليا معماري، تيلي لوميار) وفقا للقانون الدولي فان الابادة الجماعية هي جريمة ضد الانسانية، وكل الديانات والأمم تستنكر الابادة بكل أشكالها وأنواعها وبما لها من عواقب. لذلك تأتي مئوية الابادة الأرمنية مناسبة لشجب كل الابادات والمجازر كما الى توحيد الجهود لمنع مجازر وابادات جديدة، كما أنها محطة استشراقية لاستذكار المليون ونصف المليون شهيد أرمني، كما شهداء السريان واليونان، ضحايا الابادة الكبيرة التي خططت ونفذت ضد الشعب الأرمني على يد السلطنة العثمانية التركية في عام 1915.
من هنا، أطلقت كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس نشاطات مئوية الابادة الأرمنية في يومي السبت 18 والأحد 19 تموز. وفي حديث لتيلي لوميار، أكد الدكتور جان سلمانيان أن من أولى النشاطات تبريك الميرون في 18 تموز 2015 ويقام في دير سيدة العذراء للأرمن الأرثوذكس في بكفيا عند الساعة الثامنة مساء بحضور رؤوساء الكنائس كافة مشيراً الى أن تبريك الميرون يحتل مكان خاصة في طقوس الكنيسة، الموضوعة من قبل الأحبار والأجداد، ويجري تبريك هذا الحدث مرة كل سبع سنوات بحسب التقاليد الكنسية، كما أنه فرصة فريدة لليقظة وتجديد الايمان. وعن أصل الميرون، أوضح سلمانيان أن كلمة ميرون تعني حرفيًا "دهن عطر" وعصارة تسيل من النبات" ومصدر هذه الكلمة يوناني موضحًا أن استعمال الدهن المقدس في الكنيسة الأرمنية قديم جدا، وقد بدأت عادة تبريكه عند الأرمن بشكل منظم منذ القرن الرابع، حيث كان القديس كريكور يمسح المعمدين الجدد بالدهن المقدس. وتابع سلمانيان "تعتبر الكنيسة الأرمنية الميرون المقدس بحسب مفاهيمها وسيلة للتنقية والطهارة والتجدد والنعمة، كما كان الأحبار والمطارنة والكهنة يرسمون بالميرون المقدس، وكذلك ملوك الأرمن والكنائس والمذابح والصور الكنسية عند تكريسها. كما يمسح بهذا الميرون الأطفال بعد اخراجهم من جرن المعمودية". وعن تحضير الميرون، ارتجل سلمانيان قائلا "تجمع كل مكونات الميرون الأساسية وهي اثنان وأربعون مكونا، وذلك قبل مباركته بأشهر، وتتألف من الدهون وجذور الأعشاب والبذور والأزهار، ومن ثم، توضع في أجران الهواوين وتدق حتى تسحق وتنعم، كما تخلط كمية متساوية من زيت الزيتون مع زيت الغار في اناء يقفل باحكام ويغطس في قدر كبير مملوء بالمياه وموضوع على النار. وبعد يوم كامل من الغلي تضاف الى الزيت المكونات المذكورة أعلاه ويستمر الغلي يومًا اضافيًا واحدا. ثم يصفى السائل لينقى ويسكب في وعاء خاص بالميرون".
بعد ذلك، وبحسب سلمانيان، ينقل الوعاء الى كاتدرائية الكاثوليكوسية ويوضع على شمال المذبح ويغطى بغطاء خاص حيث يبقى لمدة أربعين يوما. وأثناء المباركة، يضاف الى الميرون القديم، الميرون الوارد من أتشميازين_أرمينيا. ويحق للكاثوليكوس وحده أن يجري طقس التبريك بذخائر القديس كريكور المنور، يحيط به اثنا عشر مطرانا".
وختم سلمانيان حديثه عن الميرون بقول للكاثوليكوس آرام الأول "لتبريك الميرون المقدس في حياة الكنيسة الأرمنية مغزاه الخاص. فتبريكه تبلور الكنيسة هويتها وتجدد حياتها وتؤكد على وحدتها وتثبت رسالتها، أي تعود الكنيسة الأرمنية، بكنهها الحقيقي ودعوتها الربانية، الى ذاتها بشكل مطلق".
وعن افتتاح متحف"آرام بزكيان" لأيتام الابادة الأرمنية في منطقة "عش العصافير" بيبلوس_جبيل، يوم السبت 18 تموز 2015، عند الساعة 11 ظهرا، قال سلمانيان "بعد الابادة الأرمنية عام 1915 أصبح لبنان ملجأ لآلاف الأيتام الأرمن، فجميع المنظمات الانسانية دانماركية وسويسرية وسويدية وأميركية والتي كانت تقدم مساعدات انسانية للأيتام، أسست مراكز اغاثة ومياتم في لبنان. لذلك، فان"عش العصافير" في بيبلوس_جبيل يعد الميتم الأكبر للأرمن في لبنان والذي تأسس على يد الارسالية الدانماركية. ومنذ سنة 1972 انتقلت ادارة المؤسسة الى كاثوليكوسية الارمن الأرثوذكس. واليوم، تحول المبنى القديم في الميتم الى متحف كرمز الى نهضة الشعب الأرمني من الظلمة الى النور، وتأكيدا على ارادة البقاء والصمود، وعربون تقدير للبنان ولكافة الارساليات والمنظمات الخيرية".
وفي ما يخص القداس في كاتدرائية مار غريغوريوس المنور، واقامة الصلاة المسكونية بمشاركة رؤساء الكنائس وممثليها أمام نصب الشهداء، يوم الأحد 19 تموز 2015، اوضح سلمانيان "أن هذه الصلاة لها دلالة واضحة، فمن جهة تؤكد على ان الكنيسة هي واحدة مهما اختلفت طقوسها، ومن جهة ثانية، تبعث من لبنان رسالة واضحة الى كل المجتمع الدولي، بأن المسيحية هي مكون أساسي في هذا الشرق، وستبقى صامدة بأرض الآباء والاجداد".
أما الأمسية الموسيقية التي ستقام يوم الاحد 19 تموز 2015، في دير سيدة العذراء للأرمن الارثوذكس في بكفيا عند الساعة الثامنة مساء، أردف سلمانيان "الأمسية ستهدى الى أرواح شهداء الأرمن، وستقدم أوركسترا بيروت السمفونية بقيادة المايسترو هاروت فازليان باقة من المؤلفات للملحن العالمي آرام خاتشادوريان وملحنين أرمن مشهورين. كما ستشارك في الأمسية السوبرانو بابيان من فيينا والتينور بارسيغ تومانيان من أرمينيا".
وختم سلمانيان" أن كل هذه النشاطات التي تتزامن ومئوية الابادة الأرمنية، تؤكد على عزيمة الشعب الأرمني، واتعاظه من التاريخ من أجل قراءة المستقبل بطريقة استشراقية مفعمة بالنور والرجاء".