ثقافة ومجتمع
23 تموز 2016, 07:00

الحماية الإجتماعيّة في لبنان.. خارج نطاق التّغطية

ماريلين صليبي
قد تُعرَّف الحماية الإجتماعيّة، بحسب الأمم المتّحدة، بإزالة كلّ العقبات التي تؤدّي إلى تعثّر رفاهة الشّعب، ما يعني تَبَلْوُر دور الدّولة بتأمين الخدمات الحياتيّة الأساسيّة كمنع الفقر والبطالة والشّيخوخة والمرض؛ ليتغلّف من خلالها الإنسان بقوّة فريدة تغلّبه على المخاطر الإقتصاديّة والإجتماعيّة التي تطبع حياته بشكل سلبيّ.

 

من هنا يُطرَح سؤال بديهيّ متعلّق بوجود هذه الحماية الإجتماعيّة ذات الدّور السّامي في بلدنا لبنان، فهل بذورها مزروعة في مناطقنا وبين أحضان أهلنا وأبنائنا وشبابنا؟

الحماية الإجتماعيّة هي الغنى الذي يعيق الفقر، غنًى مفقودٌ في لبنان يترك السّاحة واسعة أمام الحاجة والضّيق المادّيّ ليتألّقان في مناطقنا البائسة، يتغلغلان في أنفس ظلكتها الظروف ويخلخلان قلوبًا قَسَت عليها الأيّام الأليمة.

الحماية الإجتماعيّة هي فرص العمل التي تنمّي القطاعات، فرصٌ غائبة في لبنان تضيع من أيادي مواطنين شقّقها الجماد العاجز ليصبح اللّبنانيّ رهينة بطالة تتفاقم تدريجيًّا خصوصًا بعد تفضيل أصحاب الأعمال اليد العاملة الأجنبيّة الأقل أجرًا على حساب تلك الوطنيّة؛ فشبّاننا وشابّاتنا باتوا يحتفظون بشهاداتهم الجامعيّة المكتسبة بعد سنين طويلة من العناء والتّعب في أدراج غلّفها النّحاس أو على حائط مدهون بغبار الوحدة.

الحماية الإجتماعيّة هي الصّحّة الجيّدة والطّبابة التي تُبعد تداعيات الشّيخوخة، استشفاء غير ملموس في لبنان إذ كثيرة هي الحالات المؤلمة التي أظهرت العجزة على أبواب المستشفيات ممنوعين عن الدّخول إلّا بعد إدخال مالهم قبل مرضهم.

عن أيّ حماية إجتماعيّة تتحدّثون؟ عن أيّ رفاهة شعب تتكلّمون؟ يصرخ لبنان بحسرة كبيرة من شدّة الألم الذي ضرب اقتصاده وسكّانه ومجتمعه؛ ألمٌ ناتج عن جرح عميق ينزف منذ زمن طويل ولا من يداويه...