ثقافة ومجتمع
03 نيسان 2020, 13:00

الحجر ليس توحّدًا... والتّوحّد ليس وحدة!

ماريلين صليبي
كثيرة هي العبارات التي يستخدمها المواطنون في إطار المزاح و"التّنكيت" في هذه الفترة الصّعبة، فترة انتشار فيروس كورونا، فترة الحجر المنزليّ. فالمواطنون استخدموا في الآونة الأخيرة عبارة "طريفة" بالنّسبة إليهم مفادها أنّ الحجر المنزليّ قد ينجّينا من المرض والموت لكنّه يدخلنا في عالم التّوحّد والانغلاق.

مهلًا! هل فكّرنا، أثناء المزاح بهذا الشّكل، باللّذين هم فعلًا يعانون من التّوحّد؟ هؤلاء أطفال من ذوي الإرادة الصّلبة، يعيشون حياتهم في عالمهم الخاصّ، بعيدًا عن فساد هذا العالم وسواد قلوب الآخرين.

ليس عبثًا أن يصادف اليوم العالميّ للتّوحّد هذا العام في فترة الحجر المنزليّ، فهذه المصادفة يجب أن تكون فرصة ليدرك فيها المواطنون أنّ العيش في البيت باستمرار بعيدًا عن الحياة الخارجيّة، قد يكون مرحلة صعبة، لكنّه موقّت ومحدود، في وقت، كثر هم المتوحّدون في العالم الذين يختبرون هذا الشّعور باستمرار، على مدى الحياة.

هذا الحجر الدّائم قد يبدو إلينا تقوقعًا وحبسًا وقيودًا قاتلة، ولكن، لكلّ من يعتبر "الزّربة" بالبيت توحّدًا، من قال لكم إنّ التّوحّد انغلاق وموت بطيء ويأس؟ المتوحّد إنسان منفتح على المهارات والألعاب والثّقافة والقدرات الخارقة، يجعل من عالمه الخاصّ متنفّسًا للعيش بفرح وسلام ومحبّة.

لذا، مع البابا فرنسيس نصلّي من أجل المتوحّدين والمحجورين لتمرّ هذه الفترة على المحجورين بفرح ويمرّ العمر على المتحوّدين بسلام، فـ"لنصلِّ معًا من أجل الصّعوبات التي تواجهها خلال هذه الأيّام العائلات التي يعاني أبناؤها من التّوحّد ومن أجل جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصّلبة".