ثقافة ومجتمع
23 تشرين الثاني 2015, 22:00

الجنسية هي حاجة انسانية وليست نفعية

وفقا لما جاء في احكام الجنسية فانه " يعتبر لبنانيا كل شخص مولود من أب لبناني أيا كان محل ولادته" وبالتالي تنتقل الجنسية بالأبوة ولا تنتقل بالأمومة الا في حالتين استثنائيتين" الابن غير شرعي، طفل المرأة التي حازت على الجنسية اللبنانية بعد وفاة الأب".

وبناء على ذلك، تعلو الأصوات اليوم للمطالبة بالغاء التمييز بين الأب والأم ورفع التحفظ الذي يسجله لبنان.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن منح المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها يهدد الوجود المجتمعي والديمغرافي في لبنان، يرى الكثيرون ان اعطاء هذا الحق للمرأة اللبنانية يشكل بداية حل لالغاء التمييز ضدها.
وما بين المقلبين، أكد عضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى المحامي محمد المراد في حديث لتيلي لوميار ونورسات" ان مفهوم العدالة الانسانية والاجتماعية يدخل في صلب موضوع الجنسية، فاذا قدر للمرأة أن تتزوج من شخص غير لبناني ولا تعرف غير لبنان دولة، فمن الظلم حرمانها من اعطائها الجنسية لأولادها".
وبدوره، اوضح الأب نقولا الصغبيني ان" موضوع الجنسية هي حاجة انسانية وليست نفعية ولكننا نتساءل ما هي الأطر التي تقف وراء منح الجنسية للاولاد من قبل امهاتهم اللبنانيات فهل الدول الأخرى تعامل النساء اللبنانيات على أرضها بالمثل وبحالة موازية، مشيرا الى ضرورة درس الموضوع بجدية وواقعية".
وفي زبدة القول، اذا كانت العدالة الانسانية والاجتماعية تقتضي اعطاء المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها، لا بد من أن تقف بوجه تحقيق العدالة جملة اعتبارات منها مسألة التوازن الطائفي والتوازن الديمغرافي فلبنان بات غير قادرا على استيعاب اعداد كبيرة من المواطنين لا سيما بعد تفافم الأسر النازحة، كما أنه من غير المقبول أن يستفيد الاجنبي المقيم على أرض لبنان من الجنسيتين في الوقت الذي لا ينعم فيه المواطن اللبناني الا بجنسية واحدة؟