التّنوّع الثّقافي.. سبيل للحوار والتّنمية
هما مستويان راقيان من الجميل تمتّع مجتمعاتنا بهما، وعلّ يكون السّبيل الأوحد لهذا الرّقيّ الانفتاحُ وقبول التّنوّع الثّقافيّ.
عالمنا غنيّ جدًّا والغنى لا يقتصر فقط على الخيرات الماديّة ولا الموارد الطّبيعيّة، بل هو احتضان الأبيض والأسود والأصفر، وغمر ألسنة تغرّد بالعربيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة والصّينيّة وغيرها من اللّغات.
ومن المؤسف هنا أن يتحوّل هذا الغنى إلى فقر تطبيقيّ، فيتغلّب التّعصّب على العلاقات بين النّاس لتضيع هذه في دوّامة الخصومة والعصبيّة والتّدهور والانحطاط.
ما أجمل أن تصبح الكرة الأرضيّة قرية كونيّة واحدة، يكون فيها الجميع إخوة في الإنسانيّة، تسود علاقاتهم الأخذ والعطاء والمسامحة والتّفاهم.
فما نفع العنف والتّفرقة في عالم تشرق شمسه بمساواة على الجميع وينير قمره كلّ الدّروب بعدل؟
لكلّ شعب تقاليده وعاداته ولكلّ بلد ميزاته، فالاحتفال عالميًّا بالتّنوّع الثّقافيّ هو إتاحة فرص جديدة لتحقيق التّنمية المستدامة إذ إنّ الثّقافة عنصر مسرّع لها، ترفع الوعي على مستوى العالم بشأن أهمّيّة الحوار، وأهمّيّة التّنوّع والشّمول، وتحسين التّفاهم والتّعاون بين الأفراد المنتمين إلى ثقافات مختلفة.
في اليوم العالميّ للتّنوّع الثّقافيّ من أجل الحوار والتّنمية، الدّعوة عامّة لزرع روح الوحدة والانفتاح في قلوب باتت ضحّيّة الكبرياء والتّعصّب والمصالح علّنا نصل إلى عالم سامٍ راقٍ ومتحضّر.