البابا فرنسيس للأرامل: إنَّ تكرُّسكنَّ في التّرمُّل هو عطيّة من الرّبّ لكنيسته
بهذه الكلمات توجّه البابا فرنسيس إلى سيّدات "أخوّة سيّدة القيامة" و"جماعة حنّة النّبيّة"، لمناسبة حجهنّ السنويّ إلى روما، وتابع يقول بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ التّرمّل هو اختبار صعب للغاية؛ لكنَّ البعض يظهرون معرفة في سكب طاقاتهم، بتفانٍ أكبر، في الأولاد والأحفاد، فيجدون في هذا التّعبير عن الحبّ مهمّةً تعليميّة جديدة. إن كان هذا الأمر صحيحًا للأغلبيّة بينكم، فموت أزواجكنَّ قد حملكنَّ أيضًا على الاعتراف بدعوة خاصّة من الرّبّ وعلى الإجابة عليها بالتّكرُّس له محبّة به وبمحبّة.
معكنّ أشكر الله على الأمانة لمحبّته الّتي تجمع كلّ واحدة منكنَّ بزوجها أبعد من الموت، ولأنّه دعاكنَّ وكرّسكنَّ لتعشن اليوم اتّباع المسيح في العفّة والطّاعة والفقر: "تقدِّم الحياة أحيانًا تحدّيات أكبر، يدعونا من خلالها الرّبّ إلى ارتدادات جديدة تسمح لنعمته أن تظهر بشكل أفضل في حياتنا "لِنَنالَ نَصيبًا مِن قَداسَتِه" (عب ١۲، ١۰). هكذا وبتكرُّسكنَّ أنتنَّ تشهدنَ أنّه من الممكن، بنعمة الله وعضد ومرافقة الكهنة وأعضاء آخرين من الكنيسة، عيش المشورات الإنجيليّة وممارسة المسؤوليّات العائليّة والمهنيّة والاجتماعيّة.
إنَّ تكرُّسكنَّ في التّرمُّل هو عطيّة من الرّبّ لكنيسته ليذكّر جميع المعمّدين بأنّ قوّة محبّته الرّحيمة هي درب حياة وقداسة تسمح لنا بأن نتخطّى المحن ونولد مجدّدًا إلى الرّجاء وفرح الإنجيل. أدعوكنَّ لكي تحدِّقن النّظر بيسوع المسيح وتُعزّزنَ العلاقة الخاصّة الّتي تجمعكنَّ به. لأنّنا في علاقة القلب بالرّبّ ومن الإصغاء لكلمته نستقي الشّجاعة والمثابرة في بذل الذّات نفسًا وجسدًا لنقدّم أفضل ما لدينا من خلال تكرّسنا والتزامنا.
إحملنَ أيضًا من خلال حياتكنَّ الأسراريّة الشّهادة لمحبّة الله هذه الّتي تشكّل دعوة لكلِّ إنسان لكي يعترف بجمال وسعادة أن نكون محبوبين منه. باتّحادكنَّ بيسوع المسيح كونوا الخمير في عجين في هذا العالم والنّور للّذين يسيرون في ظلمة وظلّ الموت. اجتهدنَ من خلال اختباركنَّ لضعفكنَ لكي تقتربنَ من الصّغار والفقراء لكي تُظهرنَ لهنَّ حنان الله وقربَه في المحبّة. ولذلك أشجّعكن على عيش تكرُّسكنَّ في الحياة اليوميّة ببساطة وتواضع، ملتمسين الرّوح القدس لكي يساعدكنَّ على الشّهادة في إطار الكنيسة والعالم أنَّه بإمكان الله أن يعمل في أيّ ظرف من ظروف الحياة حتّى في تلك الّتي تبدو فاشلة في الظّاهر.
بهذا الرّجاء أكلكنَّ إلى الرّبّ وبشفاعة العذراء مريم أمنحكنّ البركة الرّسوليّة لكنَّ ولجميع أفراد "أخوّة سيّدة القيامة" و"جماعة حنّة النّبيّة".