الفاتيكان
09 تشرين الأول 2017, 13:43

البابا فرنسيس: كيف نتصرّف إزاء الجرحى الّذين نلتقي بهم يوميًّا؟

ترأس البابا فرنسيس القدّاس الإلهي في كابلة بيت القدّيسة مرتا في الفاتيكان، وركّز في عظته على ضرورة التّخفيف عن المحتاجين وعلى مثال السّامريّ الصّالح.

وأوضح البابا، أنّ مثال السّامري الصّالح هو الجواب الّذي أعطاه يسوع لعالم الشّريعة الّذي أراد أن يحرجه سائلًا إيّاه: "ماذا أَعملُ لأرِثَ الحياةَ الأَبَدِيَّة؟"، فجعله يسوع يجيب بوصيّة المحبّة نحو الله والقريب: "أَحبِبِ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ، وَكُلِّ نَفسِكَ، وَكُلِّ قُوَّتِكَ، وَكُلِّ ذِهِنكَ، وَأَحبِب قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ"، ليأتي المثال جوابًا على سؤال عالم الشّريعة "من هو قريبي؟".

ولفت البابا في عظته على شخصيّات المثال السّتّ أيّ اللّصوص، والرّجل الجريح، والكاهن واللّاوي، وصاحب الفندق والسّامري وهو وثني لا ينتمي إلى الشّعب اليهوديّ، موضحًا أنّ يسوع أراد من خلال المثال أن يشرح سرَّه: سرُّ يسوع.

رحل اللّصوص فرحين لأنّهم كانوا قد سرقوا ممتلكات الجريح، شرح البابا، أمّا الكاهن، والّذي يُفترض أن يكون رجل الله واللّاوي الذي كان شخصًا يعيش ما تفرضه الشّريعة فقد مالا عن هذا الّرجل الجريح المشرف على الموت ومضيا.

وتابع البابا: :إنّه موقف أصبح عاديًّا جدًّا بيننا: نرى كارثة طبيعيّة أو أمرًا سيئًا فنميل عنه ونمضي، أما هذا الوثنيّ الخاطئ وإذ كان مُسافِرًا، رَآهُ فَأَشفَقَ عَلَيه ودَنا مِنهُ وَضَمَّدَ جِراحَهُ، وَصَبَّ عَلَيها زَيتًا وَخَمرًا، وبعد ذلك لم يتركه بل حَمَلَهُ عَلى دابَّتِهِ وَذَهَبَ بِهِ إِلى فُندُقٍ وَاعتَنى بِأَمرِهِ. وَفي الغَدِ، إذ كان عليه أن يذهب لمتابعة أعماله، أَخرَجَ دينارَين، وَدَفَعَهُما إِلى صاحِبِ الفُندُق، وَقال: "اعتَنِ بِأَمرِه، وَمَهما أَنفَقتَ زيادةً عَلى ذَلِك، أُؤَدِّيَهِ أَنا إِلَيكَ عِندَ عَودَتي".

وأضاف البابا: "هذا هو سرُّ المسيح الذي صار عبدًا وواضع ذاته حتّى الموت بهذا السّرّ يجيب يسوع على عالم الشّريعة الّذي أراد أن يوقع به"، لافتًا إلى أنّ يسوع هو السّامريّ الصّالح.

وفي الختام حثَّ البابا المؤمنين على قراءة الفصل العاشر من إنجيل القدّيس لوقا وعلى مساءلة ذواتهم: "ماذا أفعل في حياتي؟ هل أنا لصّ مخادع وفاسد؟ أم أنّني الكاهن الذي يرى ويميل ثمّ يمضي؟ أم مسؤول كاثوليكيّ يتصرَّف على هذا النّحو أيضًا؟ أم أنا خاطئ يجب أن يُحكم عليه بسبب خطاياه ولكنني أقترب من الشّخص المعوز وأعتني به؟ كيف أتصرّف إزاء الأشخاص الجرحى الّذين ألتقي بهم يوميًّا؟ هل أتصرّف على مثال يسوع؟ هل آخذ صورة العبد؟"، داعيًا إلى التأمل بسرّ المسيح الذي جاء ليشفي الخطأة.