الفاتيكان
02 كانون الأول 2018, 09:00

البابا فرنسيس: جميعنا مدعوّون لمحاربة إنتاج وتصنيع وتوزيع المخدّرات في العالم

إستقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السّبت في قاعة كليمينتينا في القصر الرّسوليّ بالفاتيكان المشاركين في المؤتمر الدّوليّ الّذي تنظّمه الدّائرة الفاتيكانيّة لخدمة التّنميّة البشريّة المتكاملة تحت عنوان: "المخدّرات والإدمان: عائق للتّنمية البشريّة المتكاملة".

 

وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال: "لقد واجهتم خلال هذه الأيّام مواضيع ومشاكل متعلّقة بالظّاهرة المقلقة للمخدرات وأشكال الإدمان القديمة والجديدة الّتي تُعيق التّنميّة البشريّة المتكاملة. إنَّ الدّيناميكيّات الاجتماعيّة والثّقافيّة والأشكال المرضية المتأتيّة من جوٍّ ثقافيّ معولم مطبوع بالاستهلاك والاكتفاء الذاتيّ وفقدان القيم والفراغ الوجوديّ وفقر الرّوابط والعلاقات، هذه الأمور كلّها تُسائل الجماعة بأسرها. فالمخدّرات هي جرح في مجتمعنا يحبس في شباكه العديد من الأشخاص، وهم ضحايا قد فقدوا حرّيّتهم بدل هذا الاستعباد لإدمان يمكننا أن نصفه بالكيميائيّ.

إنّ استعمال المخدرات يسبب أذى خطيرًا للصّحّة والحياة والمجتمع؛ وبالتّالي فجميعنا مدعوّون لمحاربة انتاج وتصنيع وتوزيع المخدّرات في العالم. من واجب ومهمّة الحكومات أنّ تقوم بشجاعة بهذا الكفاح ضد تجار الموت. أضف إلى ذلك هناك إطار يصبح خطيرًا أكثر فأكثر وهو العالم الافتراضيّ: إذ وفي بعض مواقع الإنترنت يتمّ خداع الشّباب وجذبهم إلى استعباد يصبح من الصّعب التّخلّص منه ويقود على فقدان معنى الحياة وأحيانًا الحياة نفسها. إزاء هذا المشهد المقلق، تشعر الكنيسة بالحاجة الملحّة لتنشئ في العالم المعاصر شكلاً من الأنسنة يعيد الشّخص البشريّ إلى محور الخطاب الاجتماعيّ والاقتصاديّ والثّقافيّ؛ أنسنة تجد أساسها في "إنجيل الرّحمة". وإنطلاقًا منه سيجد تلاميذ يسوع الإلهام ليحققوا عملاً راعويًّا فعالاً في سبيل تخفيف ومعالجة وشفاء العديد من الآلام المتعلِّقة بمختلف أشكال الإدمان الموجودة على الصّعيد البشريّ؛ لأنّ الله لا يقصي أحدًا!

إنّ الكنيسة وبالاتّحاد مع المؤسّسات المدنيّة والوطنيّة والدّوليّة ومختلف المؤسّسات التّربويّة تلتزم في جميع أنحاء العالم لمحاربة انتشار جميع أشكال الإدمان إذ تحرِّك طاقاتها للوقاية والعلاج وإعادة التّأهيل ومشاريع إعادة الإدماج لتعيد الكرامة للذين حُرموا منها. وبالتّالي للتّغلُّب على جميع أشكال الإدمان من الضروري أن يُصار إلى التزام تعاونيّ يُشرك مختلف الوقائع الموجودة في تحقيق مشاريع اجتماعيّة موجّهة نحو الصّحّة والعضد العائليّ والتّربية بشكل خاصّ. في هذا المنظار أتّحد معكم في التّمني بأن يصار إلى تنسيق أكبر لسياسات مكافحة المخدرات والإدمان من خلال خلق شباك تضامن وقرب إزاء الذين طبعوا بهذه الأمراض.

وإختتم البابا فرنسيس كلمته بالقول: "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أشكركم على المساهمة الّتي قدّمتموها خلال أيّام الدّراسة والتّأمُّل هذه؛ وأشجّعكم على الاستمرار في مختلف المجالات الّتي تعملون بها وفي عملكم في إنعاش ودعم الذين خرجوا من دوّامة المخدّرات وأشكال الإدمان المختلفة. هؤلاء الأشخاص يحتاجون لمساعدتنا ومرافقتنا ليتمكّنوا هكذا بدورهم من تخفيف آلام العديد من الإخوة والأخوات الذين يعيشون في صعوبات."