البابا فرنسيس: إمّا أن نكون مع يسوع أو ضدّه!
وقال البابا بحسب "فاتيكان نيوز": "القلب الّذي لا يصغي إلى الرّبّ، لأيّام وأسابيع وشهور يصبح شبيهًا بالأرض الّتي تفتقر إلى المياه، فتقسو وتصير قاحلة. إنّ الرّبّ يسوع يؤكّد لتلاميذه في إنجيل اليوم أنّه من ليس معنا فهو ضدنا؛ أيّ إمّا أن يكون قلب الإنسان مطيعًا وإلّا فقد الأمانة.
إنّ المؤمنين غالبًا ما يصمّون آذانهم، ويرفضون الإصغاء إلى صوت الرّبّ، بل يفضّلون الاستماع إلى نشرات الأخبار وإلى ثرثرة الحيّ. بيد أن الله يحثّنا على الإصغاء إلى صوته كي لا يصبح القلب قاسيًا".
واقتبس البابا من سفر النّبيّ إرميا الّذي يصوّر الخبرة الّتي عاشها الله أمام شعبه المتعنّت الرّافض الإصغاء إليه، وقال: "إنّ هذا المقطع من سفر إرميا يعبّر بمعنى ما عن "تذمّر الرّبّ" الّذي طلب من شعبه أن يصغوا إلى صوته ووعد بني إسرائيل بأن يظلّ دومًا إلههم وأنّهم سيظلّون دومًا شعبه. بيد أن الشّعب لم يصغ إلى كلمات الرّبّ، بل قرروا أن يصمّوا آذانهم واختاروا السّير بحسب قلبهم السّيّء وعوضًا عن الارتداد إلى الرّبّ أداروا له ظهرهم. إنّ هناك من يقول إنّ "الرّبّ لا يعني لي شيئًا، أنا أفضّل هذا أو ذاك"، قد يؤمن هذا الإنسان بوجود الله لكنّه يفضّل أن يفعل ما يشاء. إنّ الله، ومذ أن أخرج شعبه من مصر، أرسل لهم خدّامه وأنبياءه لكن شعبه لم يستمع إليهم. بل على العكس قسّوا قلوبهم وصاروا أسوأ من آبائهم!
إنّ كلّ واحد منّا مدعوّ ليطرح على نفسه السّؤال التّالي: هل فقدتُ أمانتي للرّبّ؟ قد يجيب البعض أنّهم يذهبون كلّ أحد إلى القدّاس، بيد أنّ الأمانة توجد داخل القلب. هل قلبي أمين أم أنّه صار قاسيًا ومتعنّتًا وأصمًّا ولا يسمح بدخول الرّبّ إليه، ويريد أن يفعل ما يشاء؟ يتعيّن علينا جميعًا أن نطرح هذا السّؤال خصوصًا في زمن الصّوم، لأنّ هذا الزّمن اللّيتورجيّ ينبغي أن يشكّل مناسبة لفحص القلب. إنّ الكنيسة تدعونا اليوم للإصغاء إلى كلمة الرّبّ، وعدم تقسية القلب.
إنّ الرّبّ يسوع صنع المعجزات، وشفى المرضى لأنّه أراد أن يُظهر أنّ لديه سلطان شفاء النّفوس والقلوب أيضًا. أمّا الأشخاص المتعنّتون فقالوا إنّه يطرد الشّياطين بسلطان بعل زبول، قائد الشّياطين. إنّ هؤلاء حاولوا النّيل من مصداقيّة الرّبّ، وهي الخطوة ما قبل الأخيرة في الدّرب المؤدّية إلى رفضه، والخطوة الأخيرة تتمثّل في التّجديف على الرّوح القدس. بعدها قال الرّبّ للتّلاميذ إنّ من ليس معنا فهو ضّدنا. وثمّة أشخاص يريدون المكوث إلى جانب الرّبّ لكنّهم لا يرغبون في الاقتراب منه كثيرًا. إنّ هذا الأمر مستحيل، إمّا أن نكون مع يسوع أو ضدّه، إمّا نكون أمناء أو غير أمناء، إمّا أن يكون قلبنا مطيعًا أو نفقد الأمانة".
وطلب البابا في الختام من الحاضرين أن يفكّروا بهذا الأمر، داعيًا إيّاهم "إلى الرّجوع إلى الرّبّ الّذي يريد منّا العودة إليه بكلّ القلب لأنّه رحوم ورؤوف، وما تزال الفرصة متاحة أمام من لديهم قلب قاس، لم يطع الرّبّ".