الإعلام يتخبّط.. بين الجودة والسّخافة
لكن هذا الإعلام المحبوب من قبل الكثيرين بات يطرح علامات استفهام عديدة متعلّقة بنوعيّة البرامج التي يقدّمها لمشاهدين قلّ ما يهتمّون لهذا الموضوع الدّقيق.
والغاية هنا واضحة وصريحة تعكس تحوّل المؤسّسة الإعلاميّة إلى مؤسّسة تجاريّة: زيادة نسبة المشاهدة وابتغاء الرّبح المادّيّ، لتتجلّى الوسيلة بغضّ النّظر عن الجودة في المحتوى.
يعتبر النّاس الإعلام وسيلة ترفيه تبعدهم عن واقعهم المرّ وتقودهم إلى عالم آخر واسع يزيل هموم الحياة اليوميّة، فالإعلاميّون كثيرًا ما يسقطون أهمّيّة بثّ المعلومات الدّقيقة والمعمّقة، وذلك لتقديم ما يخدم الابتذال والسّخافة.
قد لا ننكر أهمّيّة بثّ برامج ترفيهيّة تبعث الفرح والمتعة في جمهور يعاني مشاكل إجتماعيّة واقتصاديّة عديدة، ولكنّ الخطر الذي بات ينقر الضّمائر والعقول هو اعتبار السّطحيّة واحدة من المقاييس التي تحدّد أهمّيّة موضوع ما وقيمته.
الإعلام يغرق في محيط واسع يخبّئ زوابع مخيفة تدفع به إلى قعر مظلم؛ ويتخبّط في صخور صلبة، أي بين صخور الجودة وصخور الرّبح، علّه يخرج من هذه الأعاصير حيًّا قادرًا على تصحيح وضعه والسّير قدمًا...