ثقافة ومجتمع
21 آذار 2017, 14:07

الأم المربية ، الأم المبشّرة ، الأم الربيع

يختلف تاريخ الاحتفال بعيد الأم من دولة إلى أخرى كما تختلف القصص حول تاريخ البدء بهذا الاحتفال وأسلوبه، إذ تحتفل النروج به يوم الأحد الثاني من شباط والأرجنتين في الأحد الثاني من تشرين الثاني وجنوب أفريقيا في الأحد الأول من أيار وفي فرنسا في الأحد الأخير من أيار أما في لبنان فيحتفل به في أول يوم من أيام الربيع .

 

يقول الباحثون أن عيد الأم بدأ عند الإغريق بالتزامن مع الاحتفال بقدوم الربيع كذلك عند الرومان الذين بدأوا هذه الاحتفالات حوالى مئتان وخمسون سنة قبل ميلاد السيد المسيح وذلك بين الخامس عشر والثامن عشر من آذار .

أما في أنكلترا فقد كان عيد الأم بأحد الأمهات أو أحد نصف الصوم لأنه كان يقام في فترة الصوم الكبير وذلك بعدما بدّلت الكنيسة تكريم "سيبيل " الرومانية باحتفالات تكرّم وتبجّل سيدتنا مريم العذراء والدة الإله.

أما في الولايات المتحدة الأميركية فقد قامت الكنيسة بتكريم الآنسة آنا جارفس صاحبة فكرة ومشروع جعل عيد الأم إجازة رسمية في العاشر من أيار من العام 1908 ثم تحوّل ذلك إلى عيد للأم بطلب من جارفس نفسها من أجل تقوية الروابط العائلية المفقودة وتقدير ما تفلعه الأمهات من أجل أولادهن .

وأما في العالم العربي فقد بدأ عيد الأم حين طرح  الأخوان الكاتبان مصطفى وعلي الأمين فكرة تخصيص يوم للأم للتذكير بفضلها في تربية وإنشاء الأجيال فاقترح القراء في استفتاء حول الموضوع يوم أول الربيع لعيد الأم وتكريمها .

إن مولد سيدنا يسوع المسيح من مريم العذراء سما بمقام الأمومة إلى أرفع مكان ، وبهذا يكون الربّ قد عهد إلى امرأة لتربية ابنه وتلقينه الكتب المقدسة ومرافقته بصمت تام في رسالته التبشيرية ، في الأفراح والأحزان  حتى موته على الصليب ، وحدها كانت واقفة تشاركه خلاص البشر بتوجّعها المعبّر عن وجع البشرية بأكملها  التي قامت مريم أم يسوع  بسلوكها المطيع للآب بتوجيه كل أمهات العالم ليحذين حذوها في توجيه الأبناء للسعي إلى ملكوت الله حيث الجنة التي تقف عليها أقدام الأمهات .