الأب جاك هامل: المذبح مكان ذبحك
وصل الذابح الى داخل الكنيسة حاملاً بحقده وبربريته ويده سكين الذبح وهو يعرف تماماً من هو الذبيحة وأين هو المذبح.
الذابح يعتقد يقيناً أن مذبح الكنيسة هو المكان الأفضل والموضع الأنسب للذبح من الوريد الى الوريد، ولذا سموه كذلك. الذابح اختار ذبيحه الكاهن الثمانيني العائد من لقاء الشبيبة المسيحية مع البابا فرنسيس، والذي يحضره مليونا شاب وشابة، هذا الكاهن القائل في طريق عودته الى رعيته:
"لن نستعمل السلاح في وجه قاتلينا، فسلاحنا الوحيد هو المحبة حتى الصلب".
لو كان الذابح يعلم أن مذابح كنائس كثيرة كانت في الوقت عينه محاريب ومذابح يوم لم يكن للمسلمين مالاً كافياً لبناء المساحد، فتشارك المسيحي والمسلم مكاناً واحداً للعبادة.
في تلك الأيام الغابرة، استضاف المسيحيون المسلمين في كنائسهم، وتناوبوا فيها عبادة الله الواحد الأحد، خالق كنائسهم، وتناوبوا فيها عبادة الله الواحد الأحد، خالق السموات والأرض. في الكنائس كبّر المسلمون وسوى الإمام الصفوف والقي خطبته الصغرى والكبرى في صفوف المصلين، كما وفي المكان نفسه، قدم الكاهن الذبيحة وتلفظ بكلام التقديس محولاً الخبز الى جسد المسيح والخمر الى دم المسيح وتناولته أفواه المؤمنين.
لست أدري إن كان السكين الغادر في لحم الكاهن الشيخ، والقاطع للوريدين هو نفسه سكين ابراهيم الخليل، الذي كان حضره مسنوناً لذبح ابنه، كما طلب منه الله، ثم حول السكين الى رقبة الكبش الذي كان في العليقة، والكبش ذبح حلال وذبح الإنسان حرام الى أي دين أو طائفة أو عرق أو لون انتمى.
هل حلل اله بعض مدعي الإسلام ذبح الإنسان الذي سواه الله على صورته ومثاله؟؟ إله الإسلام لم يحلل ذلك ولم يرد ذلك في سورة من السّور. إن علة بعض مدعي الإسلام هو غير إله الإسلام، وهوالرحمن الرحيم.
عاد الكاهن الى كنيسته وقدم ذبيحته على نية السلام في العالم، وطلب من حمل الله الحامل خطايا العالم والذي غسلنا يديه، وطهرنا بصلبه أني ارحم الخراف الضالة كلها، أو كان القاتل الخروف الضال، وقبل أن يعود الى حظيرته الطبيعية، غرز قرن الحيوان الذي فيه، سكيناً في عنق كاهن منذور للطهارة والطاعة والفقر.
إذبحوا واقتلوا واسحلوا ما شئتم، فدم شهدائنا لن تستقبله الحوريات في الجنة، بل سيزهر صلباناً جديدة نسير بها نحو الجلجلة كي نصلب هنالك ونقبر ثم نقوم في اليوم الثالث حاملين البشارة وناشرين الخبر السار في ارجاء المسكونة، ليكون دوماً سراجاً فوق مكيال، وملحاً في الطعام وخميرة في العجين.
هذا نحن، ننتصر بالمحبة ونتذرع غفراناً لكل المسيئين لنا، لأن مسيحنا هو إله محبة وغفران.
لقاء العالمي للشبيبة في كراكوف براغ 26/7/2016