أين الشّباب من عيد الشّعانين؟
غير أنّ هذه المصادفة الفريدة لم توحِّد آراء الشّباب حولها، إذ ظلّ العيد بالنّسبة إليه يتّخذ طابعًا طفوليًّا فيه يُحتَفَل ببراءة الأولاد ونقاوة قلوبهم ورنّات ضحكاتهم وطهارة أناقتهم.
هو استنتاج رصده موقع "نورنيوز" في جولة استطلع فيها نظرة الشّباب إلى عيد الشّعانين، فعن السّؤال إذا ما كان الشبّان والشّابّات يتحضّرون بحماسة لهذا العيد، أوضحت ر. خ. أنّ "التّحضير للشّعانين لا يكون بشراء الثّياب الجديدة، فهذا العيد لا يقلّ أهمّيّة عن غيره من الأعياد المسيحيّة، إلّا أنّ التّرتيب واجب أساسيّ في هذا اليوم تحديدًا وفي أيّام الآحاد بالمجمل".
من جهة أخرى، أكّدت ج. ح. أنّها لا تزال تسعى إلى "ارتداء على الأقلّ قطعة جديدة في هذا اليوم المميّز" لتظهر بـ"أجمل حلّة" في استقبالها يسوع المسيح.
كما أنّ ر. ف. يشتري أيضًا "الثّياب الجديدة ويتحضّر روحيًّا لأنّها عادة عائليّة قديمة صعب التّخلّي عنها".
أمّا ل.غ. فرأت في التّحضير لعيد الشّعانين "مناسبة للاهتمام بالملابس في منافسةٍ تتباهى فيها الأمّهات بشراء الثّياب الأكثر جمالًا لأبنائهنّ وارتداء الفساتين الأكثر بهظًا وذلك لأهداف تنافسيّة ومزايدات بعيدة عن معنى العيد".
بدورها، لفتت م. ب. إلى "أنّ التّحضير للعيد ليس بالملابس فحسب"، فهي ترتدي "ثيابًا عاديّة جدًّا لا تمتّ بالبهظ والزّخرفة والتّجدّد بأيّ صلة".
وقد قال ش. س. أنّه لم يكن يعرف "أنّ عيد الشّعانين يصادف هذا الأحد فالعيد مناسبة يتحضّر لها الأطفال لا الشّباب".
و ط. ن. أسِف لعدم اهتمامه بهذا العيد لأنّه "مضطرّ إلى العمل في مؤسّسة، كغيرها من المؤسّسات التي لا تمنح الموظّفين في هذا الأحد المبارك يوم عطلة ".
قد يبدو أنّ عدم التّحضير الدّؤوب لعيد الشّعانين أمر يجمع عليه معظم الشّباب، إلّا أنّ المشاركة في القدّاس الإلهيّ في هذا اليوم ضرورة ملحّة لا يفوّتها الشّبّان والشّابّات، إذ أثنى الجميع على أنّه في هذا اليوم تتشارك العائلة بالذّبيحة الإلهيّة والزّيّاحات المقدّسة.
بين أمّهات متحمّسات وأطفال سعداء وشبّان وشابّات غير مبالين، يضيع معنى العيد الحقيقيّ، عيد الشّعانين الذي فيه يتذكّر المسيحيّون دخول يسوع المسيح إلى أورشليم حيث لاقاه الأطفال حاملين أغصان النّخل والزّيتون.
فلنحمل بدورنا هذا العام سعف الإيمان وأغصان الرّجاء ونتهيّأ لدخول يسوع المسيح في قلوبنا مهلّلين "هوشعنا في العلى".