ثقافة ومجتمع
15 أيلول 2016, 05:30

أهلٌ غير أهلٍ بالأمانة..

ميريام الزيناتي
الأب والأمّ، موطن الطّفل الأول، بين ذراعيهما يجد الأمان ومن قلبهما يستمد الحنان. في كنفهما يعيش الدّفء، يفهم معنى الحبّ ويستمدّ القوّة، في نظراتهما يجد العطف وفي لمساتهما يشعر بالمحبّة.. فماذا لو فقد الطّفل موطن الحبّ والدفء والحنان؟

أن "تتخلّى" الأم عن ولدها، وأن "يتجاهل" الأب متطلّبات ابنه، ظاهرة جديدة برزت في مجتمعاتنا، فأوليّة بعض الأهل لم تعد لأولادهم، هم المنشغلون بأمور الحياة اليوميّة يتحجّجون غالبًا بالظروف المعيشيّة الصّعبة التي تمنعهم في أكثر الأحيان عن تأمين حاجات أولادهم الأهم وهي العطف والأمان.

تتناسى الوالدة أهمّية وجودها الى جانب أطفالها، تتركهم مع عاملة أجنبيّة للإهتمام بهم وتنصرف إلى انشغالاتها غير مدركة أن من ائتمنتها على أطفالها تحتلّ شيئًا فشيئًا مكانتها في قلوبهم، لتصبح هي المرجع والمرافق الدّائم.

أمّا الأب الذي يشقى ويكدّ ليؤمّن أقساط الحضانة، ينسى أن تأمين قسط من العطف والحنان لأولاده خير من آلاف الأموال التي يصرفها لتأمين اهتمام ماديّ زائل يحرمهم شعور الأمان.

روايات إهمال الوالدين لا تُحصى ولا تُعدّ، وكثيرة هي المصائب النّاتجة عنها، فعسى أن يُدركا أن أطفالهما هديّة من السّماء علّهما يصبحان أهلًا بالأمانة ..