ألعاب اليانصيب.. هل هي مقامرة؟
يقال في تعريف المقامرة أنها مخاطرة بمبلغ من المال على أمل تضاعفه بضربة حظ. إذاً فألعاب اليانصيب واللوتو هي أيضا نوع من أنواع المقامرة، ويسوّق لها في لبنان بطريقة مغرية ما يدفع الناس إلى الإقبال على لعبها بشكل هستيري طمعاً بالربح السهل والسريع إلى أن اصبحت توازي حاجة الدم للأوكسيجين عند بعض المدمنين على مثل هذه الألعاب.
اللافت في الأمر أن غالبية لاعبي اللوتو واليانصيب هم من ذوي الحاجة والطبقة العاطلة عن العمل: يراهنون متناسين وصية الله الأولى لآدم بأن يأكل خبزه بعرق جبينه، وهم بذلك يمنعون أنفسهم عن حاجات كثيرة ولو كانت صغيرة ما قد يعودهم على الكسل وهو نوع من أنواع الخطيئة.
تأكل خبزك بعرق جبينك قال الله للانسان وأعلن له في سفر العبرانيين "لتكن سيرتكم خالية من محبة المال وكونوا مكتفين بما عندكم لأني لا أهملكم ولا أترككم"، وأكمل في متى يقول: لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، فأنتم لا تقدرون أن تخدموا الله والمال".
الغنى والثروة هما الحلم المادي البرّاق للإنسان لكن أين حلمه الروحي بحياة مكتفية بما هو بحاجة إليه وليس بما يعلّق قلبه بالملذات الأرضية التي تغرق الإنسان في الهلاك؟ ألا يتذكر الإنسان أن الجنود الرومان قد اقترعوا على لباس السيد المسيح، فهل يفعل مثلهم؟